توجه لتأجيل «جنيف 2» إلى يناير.. والائتلاف «يلمس تفهما» من الإبراهيمي

اجتماع روسي ــ أميركي اليوم لبحث التحضيرات.. والمعارضة تتوجس من الاتفاق النووي الإيراني

TT

بينما يترقب الائتلاف السوري المعارض نتائج اللقاء الروسي - الأميركي والمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، المزمع عقده اليوم (الاثنين) في جنيف، لبحث التحضيرات لمؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، وتحديد موعده، أفادت مصادر دبلوماسية في نيويورك أن الاجتماع يتجه إلى تحديد يناير (كانون الثاني) موعدا للمؤتمر بدلا من أواسط الشهر المقبل، كما أعلن سابقا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقالت المصادر الدبلوماسية، إنه «من المتوقع أن يعلن بان موعد هذا المؤتمر في ختام اجتماع اليوم». ويطمح الائتلاف في الحصول على توضيحات من الاجتماع إزاء الشروط التي سبق أن أعلنها لحضور المؤتمر. وكان وفد الائتلاف الوطني المؤلف من أمينه العام بدر جاموس، وعبد الحكيم بشار، وعبد الأحد اصطيفو، ونذير الحكيم، أمس، في جنيف، التقى الإبراهيمي ونائبه ناصر القدوة، والسفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد. في حين أرجئ اللقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إلى اليوم (الاثنين).

وقال القيادي في الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد «لمس تفهما من قبل الإبراهيمي لمواقف الائتلاف المتعلقة بالظروف التي يرى أنها تؤدي إلى نجاح (جنيف 2)، والأهم الوصول إلى انتقال سلمي للسلطة في سوريا وليس مفاوضات بلا مضمون أو نتائج».

وأشار رمضان إلى أن الائتلاف ينتظر مدى التزام الدول بمقررات «أصدقاء سوريا»، وقبلها «جنيف 1»، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، وبالدرجة الأولى أميركا وروسيا.

ويأمل الائتلاف في التوصل إلى تشكيل سلطات انتقالية ذات صلاحيات كاملة دون أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في المستقبل.

وقال عضو الائتلاف الوطني سمير النشار لـ«الشرق الأوسط»، إن لقاءات وفد الائتلاف الوطني في هذين اليومين في جنيف تهدف إلى «توضيح وتأكيد الموقف حيال المشاركة في المؤتمر، لا سيما بعد الالتباس الذي حصل إثر إعلان الائتلاف عن استعداده للذهاب إلى مؤتمر (جنيف 2) وفق بنود محددة، والذي فسره البعض على أنه موافقة».

وأوضح النشار في حديثه، أن الأرضية حتى الآن ليست جاهزة، والهدف من لقاءات وفد الائتلاف في جنيف هو الاطلاع على الأجواء التي تسبق اللقاء الثنائي اليوم (الروسي – الأميركي)، وإيصال رسالة أساسية ومهمة، وهي أن «الائتلاف ليس جاهزا للمشاركة في المؤتمر، ولن يشارك حتى لو حدد الموعد، ما لم يحصل على توضيحات وضمانات تلزم النظام بالقرارات التي ستصدر عن المؤتمر». وكشف عن أن لقاء سيعقد هذا الأسبوع، بين السفير الأميركي فورد والمعارضة السورية، في تركيا، مستبعدا انعقاد مؤتمر «جنيف 2» قبل مطلع العام المقبل.

وأكد النشار، أن «المعارضة السورية تريد أجوبة واضحة عن أمور أساسية، وأهمها: ما موقع الأسد ودوره في مستقبل سوريا وفي المرحلة الانتقالية، إضافة إلى قضايا أخرى سبق لنا أن أعلناها، لا سيما مشاركة إيران في المؤتمر، وهو الأمر الذي نصر على رفضه ما دامت أذرعتها العسكرية تدير الحرب في سوريا ضد الشعب».

وفي حين رأى أن الاتفاق الذي حصل أمس، بين أميركا وإيران بشأن الملف النووي سينعكس بالتأكيد على القضية السورية، عد نتائجه «ستفتح الباب أمام عدة احتمالات سلبية منها وإيجابية»، مبديا تخوفه من أن «تكون الثورة السورية ضحية هذا التوافق»، آملا أن يكون الأمر عكس ذلك، وأن ترسل إيران إشارات إيجابية، وأن تبدي استعدادا للتخلي عن الأسد.

من جهته، عد بدر جاموس، الأمين العام للائتلاف الوطني السوري، والمشارك في وفد الائتلاف إلى جنيف مع عبد الحكيم بشار وعبد الأحد اصطيفو ونذير الحكيم، أن الهدف من زيارة وفد الائتلاف هو «التشاور مع الفرقاء الفاعلين لتهيئة المناخ المناسب لانعقاد (جنيف 2)، وذلك بالضغط على النظام السوري لإيقاف هجماته على المدنيين، وفك الحصار والإفراج عن المعتقلين السوريين».

وقال في تصريح صحافي: «الملف السوري هو ملفنا، والمعاناة معاناتنا ومعاناة أهلنا وأوجاع شعبنا، ولا يجب أن نغيب، في حين تنعقد الاجتماعات في المحافل الدولية، وفي مبنى الأمم المتحدة، وفي جنيف».

وكانت الهيئة العامة للائتلاف وافقت على حضور مؤتمر «جنيف 2»، على أن يؤدي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة، بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية، إضافة إلى عدم وجود أي دور للرئيس السوري بشار الأسد ومساعديه في المرحلة الانتقالية. وأشارت الهيئة في رؤيتها إلى أن انتقال السلطة منصوص عليه في بيان «جنيف 1»، وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، الذي تبنى بيان جنيف، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه.

من جهة أخرى، أشار النشار إلى أنه لم يحصل أي تواصل مباشر بين الائتلاف الوطني من جهة، وبين «معارضة الداخل» مثل هيئة التنسيق الوطنية ونائب رئيس الحكومة المقال قدري جميل من جهة أخرى، لتمثيل المعارضة بوفد موحد في مؤتمر «جنيف 2»، وهو مطلب روسي. ورفضت موسكو عد «الائتلاف» الممثل «الشرعي والوحيد» للشعب السوري، واتهمته باحتكار المعارضة، في حين أن هناك أطرافا أخرى تعدها «معتدلة» وتستحق تمثيلا في المؤتمر. وعد النشار مطلب موسكو «مشكلة إضافية تتمسك بها روسيا».