«حركة السلم» الإسلامية الجزائرية تعلن ترشيح رئيسها لانتخابات الرئاسة

مقري مستاء من الأوضاع السياسية المغلقة

TT

أعلنت حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر، عن ترشيح رئيسها الدكتور عبد الرزاق مقري لانتخابات الرئاسة المنتظرة في أبريل (نيسان) المقبل. ودعت مناضليها إلى حشد التأييد لصالح مرشحها، الذي سيخوض معترك الانتخابات لأول مرة، بعد أول تجربة لرئيس الحزب الراحل الشيخ محفوظ نحناح، عام 1995.

ووزع مقري، أمس، بيانا على صحافيين التقاهم بمقر الحزب بالعاصمة، جاء فيه أن «الحركة معنية بالمنافسة في الانتخابات الرئاسية بقيادتها، وسينطلق فورا تفعيل الماكنة الانتخابية للحركة ذات التجربة الكبيرة في هذا المضمار». وفهم من هذا التصريح، بأنه إعلان صريح عن ترشح مقري للاستحقاق.

وذكر رئيس الحزب المعروف اختصارا باسم «حمس»، أن «المكتب التنفيذي (الذي يرأسه) يشعر بكثير من الاعتزاز بالثقة التي منحها إياه مجلس الشورى الوطني، من خلال منحه صلاحيات موسعة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بخصوص انتخابات الرئاسة، ومنها الترشيح أو المقاطعة أو عقد تحالف». وعبّر مقري عن «استياء المجلس الشوري من الأوضاع السياسية المغلقة، والاستعمال السياسي المكشوف للمهام الحكومية والرسمية، بما يفقد استحقاق الانتخابات الرئاسية كل مصداقية إذا بقيت الأمور على حالها»، في إشارة إلى كثافة نشاط رئيس الوزراء عبد المالك سلال، في الميدان للترويج لـ«برنامج فخامة رئيس الجمهورية».

وفُسّرت زيارات سلال إلى الولايات، في هذا الظرف الذي يسبق أهم استحقاق سياسي، بأنه «حملة مبكّرة لصالح ترشح الرئيس بوتفليقة»، الذي يتابع منذ أربعة أشهر برنامج تأهيل وظيفي بعد إصابته بجلطة في الدماغ، أواخر أبريل (نيسان) الماضي. وقال مقري إن مكتب الحزب «سيكثف التنسيق مع الأحزاب السياسية، لتحقيق شروط المنافسة ونزاهة الانتخابات وبناء الموقف على أساس ذلك»، لافتا إلى «جاهزية هياكل الحركة لخوض غمار المنافسة الانتخابية، بعد إنهاء تجديد الهياكل المحلية الأسبوع الماضي». ويأتي تجديد مكاتب الحزب في الولايات، في سياق نتائج المؤتمر الخامس للحزب الذي عُقد في مايو (أيار) الماضي، وانتُخب فيه مقري رئيسا، خلفا لأبي جرة سلطاني. وبوصول مقري إلى قيادة الحزب، وضع هذا الأخير حدا لشهر عسل مع السلطة دام سنوات طويلة، وانتقل إلى المعارضة. وكان الحزب عضوا في «التحالف الرئاسي» الداعم لسياسات بوتفليقة، لكنه انسحب منه في 2011 في خضم ثورات الربيع العربي. يشار إلى أن مقري معروف بمواقفه الراديكالية تجاه السلطة، عكس ما كان عليه سلطاني.

وأعلن مقري عن مساعٍ لـ«إقامة تحالف مع قوى المعارضة من كل التيارات»، وعن «الاستعداد التام للتنازل (عن الترشح) لمصلحة الوطن، بعيدا عن المساومات الحزبية والشخصية، إذا ما جرى التوصل إلى التوافق على مشروع الإصلاح السياسي والمرشح المشترك الذي يحمل هذا المشروع».

وأضاف أنه سيعرض ترشحه للانتخابات على «مجلس الشورى» في غضون أسابيع «بغرض تزكيته».