هادي يحذر من التدخلات الإقليمية ويبحث مع مسؤول أميركي الحرب على الإرهاب

مصرع 12 عنصرا من «القاعدة» في أبين.. والحوثيون يشتبكون مع القبائل بصعدة

TT

حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، من تكرار تجربتي العراق وسوريا، في بلاده، ملمحا في لقاء جمعه مع مساعد نائب وزير الدفاع الأميركي، ويليام وسلر في صنعاء أمس إلى محاولات دول إقليمية للتدخل في شؤون بلاده الداخلية، في إشارة إلى إيران، مؤكدا أن هذه المحاولات لن تنجح.

وقال الرئيس هادي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ): «ليس من السهل أن تحاول أي قوى إقليمية التدخل بشؤوننا.. ومحاولة تعطيل عملية التحول الديمقراطي الذي جرى على أساس المبادرة الخليجية». وأضاف: «يكفي ما نراه في العراق وسوريا». وأشار إلى أن «التعصب المذهبي أو الطائفي هو داء الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي أينما حل»، قال: إن بلاده عانت من أزمات وحروب شتى بسبب «تنظيم القاعدة الإرهابي.. والقراصنة والتهريب بكل أشكاله وألوانه».

وبحث هادي مع المسؤول الأميركي، العلاقات الثنائية، في مختلف جوانبها، وخصوصا فيما يتعلق بالمجالات العسكرية ومحاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة. وقالت وكالة سبأ إن هادي تطرق خلال المحادثات إلى «محاولات التدخل بالشأن الداخلي اليمني». من جانبه عبر مساعد نائب وزير الدفاع الأميركي عن تقديره للدور الحيوي الذي اضطلع به الرئيس هادي في سبيل حلحلة الأزمة اليمنية والوصول بها إلى مشارف النجاحات المطلوبة، مؤكدا استمرار دعم خطوات اليمن حتى انتهاء الظروف الصعبة والولوج إلى آفاق الوئام والتطور والازدهار.

وكان هادي التقى أمس، عددا من أعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي ينتمي إليه، والذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهم ثلاثة من الذين أعلنوا انسحابهم من مؤتمر الحوار الوطني مؤخرا. وشدد على ضرورة الحوار والتمسك به كخيار، في إشارة إلى ضرورة عودتهم إلى مؤتمر الحوار الذي يوشك على إنهاء أعماله بعد أن امتدت فترته الزمنية لشهرين عن الفترة المحددة له في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ويواجه حزب المؤتمر الشعبي انقساما حادا في وسط قياداته وأعضائه بين الموالين لصالح والذين هم في صف الرئيس هادي الذي لم يعد يمارس أي نشاط في الحزب منذ انتخابه رئيسا للبلاد.

من جهة ثانية، لقي 12 عنصرا من عناصر تنظيم القاعدة مصرعهم أمس في غارة جوية استهدفت جنوب اليمن، في الوقت الذي هاجم عناصر التنظيم نقطة عسكرية وقتلوا وجرحوا عددا من الجنود. وقالت مصادر محلية في محافظة أبين لـ«الشرق الأوسط» إن طائرة أميركية من دون طيار (درون) شنت غارة على تجمع لمسلحي «القاعدة» في منطقة المحفد بمحافظة أبين وأن تلك الغارة أسفرت عن مصرع 12 شخصا منهم وإصابة آخرين، وذلك في سياق تكثيف العمليات العسكرية الميدانية والضربات الجوية التي تستهدف عناصر التنظيم في مناطق عدة بجنوب البلاد.

وفي تطور آخر، قتل جندي وجرح خمسة من زملائه في هجوم مسلح نفذه مسلحو «القاعدة» على نقطة أمنية بمنطقة «امدودة» في مديرية سيئون، ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت. وذكرت مصادر أمنية أن اثنين من الجرحى في حال خطرة. وحسب مراقبين فإن الهجوم على النقطة الأمنية ربما جاء كرد فعل على مقتل قرابة 13 مسلحا من عناصر التنظيم الأيام الماضية في عمليات عسكرية ميدانية وضربات جوية في محافظة حضرموت.

على صعيد آخر، تمكن الصليب الأحمر الدولي من إجلاء 21 جريحا من السلفيين من داخل منطقة دماج ونقلهم إلى العاصمة صنعاء بطائرتين خاصتين لتلقي العلاج في مستشفياتها، وذلك بعد أن ظلوا محاصرين في المدينة طوال الأسابيع الماضية جراء المواجهات بين السلفيين والحوثيين والتي توقفت منذ بضعة أيام بعد تثبيت هدنة توصلت إليها لجنة رئاسية خاصة بمشاركة لجنة تقصي حقائق برلمانية. ورغم هدوء المعارك في دماج فإن الأوضاع ما زالت متوترة في صعدة، حيث قتل وجرح عدد من المسلحين في مواجهات مسلحة عنيفة شهدتها منطقة كتاف بين ميليشيات الحوثيين والمسلحين القبليين، وذلك إثر محاولة الحوثيين بسط سيطرتهم على المناطق التي لا تدين لهم بالولاء.