فرنسا تعرض دعم محاربة الإرهاب في العراق.. وتتطلع للاستثمار فيه

مقتل 34 عراقيا في هجمات حول البلاد

نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني والسفير الفرنسي في بغداد يتوسطان مسؤولين عراقيين وفرنسيين خلال بدء أعمال الملتقى العراقي - الفرنسي أمس (أ.ف.ب)
TT

أعربت فرنسا عن استعدادها لدعم محاربة الإرهاب في العراق، في حين قتل 34 شخصا في هجمات متفرقة أبرزها هجوم استهدف سوقا شعبية وسط بغداد، فيما اغتيل نائب سابق جنوب البلاد.

وأعلن السفير الفرنسي في بغداد دوني غوير، خلال ملتقى الأعمال والاستثمار العراقي – الفرنسي، استعداد بلاده لدعم العراق في حربه ضد الإرهاب. وقال «كما هو حال القادة العراقيين، نحن قلقون من وجود (القاعدة) في سوريا». وأضاف «نحن على أتم الاستعداد لمساعدة العراق في مكافحة الإرهاب على مستوى المعدات والتدريب والمعلومات الاستخبارية ومعالجة الجرحى». وتابع «إنه مجال إضافي نحن على أتم الاستعداد للتعاون فيه مع السلطات العراقية في كل ما تحتاج إليه».

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول استعداد فرنسا لتزويد العراق بالأسلحة، قال غوير إن «الأمر يشمل جميع القطاعات».

ومن جانبه، رحب نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني بالعرض الفرنسي قائلا «أكيد نرحب بذلك، لأن العراق في طليعة الدول التي تتصدى للإرهاب في العالم، ويجب أن يصطف العالم، وليس فرنسا فقط، إلى جانبه». وأضاف أنه «من أهم مقومات التصدي للإرهاب القضاء على البؤر الإرهابية في سوريا التي هي مصدر قلق ليس للشعب السوري والمنطقة وإنما للعالم».

وتصاعدت وتيرة العنف الذي أدى إلى مقتل أكثر من 150 عراقيا خلال الأسبوع الماضي فقط، في موجة تهدد بالعودة إلى الصراع الطائفي الذي بلغ أوجه بين عامي 2006 و2008. ويؤكد المسؤولون العراقيون خطورة تزايد نشاط تنظيم القاعدة بسبب النزاع الدامي في سوريا الذي وفر للجهاديين أوكارا للتخطيط لتنفيذ عملياتهم الإرهابية.

وفي حصيلة جديدة قتل 15 شخصا وأصيب 36 آخرون أمس، في انفجار عبوة ناسفة وسط سوق الصدرية الشعبي وسط بغداد، بحسب مصادر أمنية وأخرى طبية. وتعرضت سوق الصدرية إلى تفجير دام في أبريل (نيسان) 2007 أسفر عن مقتل 140 شخصا، وعلى أثره قررت السلطات إغلاق الشارع أمام السيارات.

كذلك، قتل 19 شخصا في هجمات أمس، بينهم النائب السابق عن القائمة العراقية الشيخ جمال محسن الرفيعي، شيخ قبيلة الرفعيين في محافظة ذي قار جنوب العراق. وقال مدير ناحية الفجر زهير كامل إن «مسلحين مجهولين اقتحموا منزل الرفيعي وأردوه قتيلا في الحال». وفي الموصل، قتل تسعة أشخاص وأصيب نحو عشرين آخرين في ثلاث هجمات متفرقة، بينها هجومان انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفا حواجز أمنية». وبحسب مصادر للشرطة فإن «بين القتلى طفلا وعنصرين من قوات البيشمركة الكردية وجنديا وشرطيا». وقتل أربعة شرطيين وأصيب عشرة بينهم ثلاثة من الشرطة في انفجار سيارة مفخخة عند مقر للشرطة في منطقة بوب الشام، إلى الشمال الشرقي من بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

وقتل أحد عناصر الصحوة وأصيب أربعة بجروح في انفجار عبوة ناسفة في جنوب غرب بغداد، وفقا للمصادر. كما قتل في هجمات متفرقة في بغداد خمسة أشخاص بينهم أحد العاملين في وزارة العدل. وفي بعقوبة قتل مدني في انفجار عبوة لاصقة وسط المدينة، بحسب مصادر أمنية وأخرى طبية. ويرتفع عدد ضحايا أعمال العنف في عموم العراق إلى أكثر من 5900 شخص خلال هذا العام.

وتؤكد الحكومة والقوات الأمنية أن المداهمات والعمليات الأمنية التي تنفذ في غرب وشمال البلاد تسهم في الحد من العنف، في حين يقول دبلوماسيون ومحللون سياسيون وآخرون من منظمات حقوق الإنسان إن السلطات العراقية لا تبذل جهودا كافية لمعالجة أسباب العنف من جذورها خصوصا الإحباط الذي يشعر به العرب السنة في البلاد.