تقدم مرشح الحزب الحاكم بانتخابات الرئاسة في هندوراس

النتائج الأولية اعتمدت على فرز 5.‏54 في المائة من صناديق الاقتراع

TT

أعلن مرشح الحزب الحاكم في هندوراس فوزه في الانتخابات الرئاسية أول من أمس بعدما أوضح فرز مبدئي للأصوات تقدمه إلا أن منافسته اليسارية قالت أيضا إنها الفائزة مما يفتح الباب أمام نزاع محتمل.

وقالت هيئة الانتخابات إن فرزا مبدئيا للأصوات أعطى خوان هرنانديز مرشح الحزب الوطني 3.‏34 في المائة من الأصوات بينما حصلت شيمورا كاسترو زوجة الرئيس المخلوع مانويل زيلايا على 7.‏28 في المائة تقريبا.

واعتمدت النتائج الأولية على فرز 5.‏54 في المائة من صناديق الاقتراع. وقالت هيئة الانتخابات إنها ستنشر تحديثا للنتائج ظهر أمس. وسيوجه فوز هرنانديز إذا ما حدث صفعة لزيلايا الذي أطيح به في انقلاب عام 2009 أغرق البلاد في أزمة سياسية.

وقال السفير الأميركي لدى هندوراس ومراقبو انتخابات تابعون للاتحاد الأوروبي إن عملية التصويت كانت شفافة وحثوا المرشحين على احترام النتائج.

وبعد ساعات وبينما أشار فرز أكثر من نصف الأصوات إلى تقدم هرنانديز أكثر من خمس نقاط، وحصوله على 34 في المائة من الأصوات مقابل 29 في المائة لكاسترو، اتهم زوج المرشحة الرئيس السابق مانويل سيلايا السلطات بأنها تريد «سرقة» الفوز من زوجته.

وقال سيلايا في مؤتمر صحافي إن «خيومارا فازت بالرئاسة. لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك بنا. إنهم يقومون بسرقة الانتخابات». وأعلن عن «اجتماع عاجل» لتقرير التحرك التي يجب القيام بها لرفض النتائج الرسمية للانتخابات.

وبعد فرز 54.5 في المائة من الأصوات، أعلنت المحكمة الانتخابية العليا أن هرنانديز حصل على 34.3% من الأصوات مقابل 28.7% لمرشحة اليسار. وقال سيلايا إن «ما تفعله المحكمة واضح. لا نقبل بهذه النتيجة».

وكان سيلايا انتخب باسم الحزب الليبرالي (يمين الوسط) ثم طرد من السلطة في 2009 في انقلاب عسكري بعدما رأى اليمين والجيش أنه يبالغ في ميله إلى اليسار. وشكلت الانتخابات الرئاسية الأحد في نظر الناخبين فرصة لالتئام الجراح التي خلفها الانقلاب وفرصة تاريخية للتناوب السياسي في بلد يقوده حزبان يمينيان (الحزب الليبرالي والحزب القومي) منذ أكثر من قرن.

وعبر رئيس المحكمة الانتخابية عن ارتياحه «لهذا العيد التاريخي والمدني الذي جرى بهدوء»، مشيرا إلى المشاركة الكبيرة للناخبين التي بلغت رسميا 61 في المائة في بلد لا تتعدى فيه نسبة التصويت عادة الخمسين في المائة.

وفي خطوة سارة أخرى، جرى الاقتراع دون حوادث تذكر في بلد تسجل فيها نسبة جرائم قياسية (85،5 جريمة قتل لكل 100 ألف ساكن خلال 2012 أي حوالي عشرين جريمة يوميا). وانتشر 25 ألف شرطي وعسكري لضمان أمن الناخبين الذين صوتوا في أجواء مشمسة لتعيين خليفة الرئيس بورفيريو لوبو (الحزب الوطني) الذي انتخب في 2009 في سياق الانقلاب، في اقتراع قاطعته المعارضة اليسارية.

ومن رهانات هذا الاقتراع في جولة واحدة، تسوية تبعات ذلك الانقلاب العسكري الذي دعمه اليمين وأوساط الأعمال.

وقالت إيلفيا وهي ربة بيت (48 سنة) بعد التصويت في تيغوسيغالبا إن «عائلتي ما زالت مقسمة وما إن نتحدث في السياسة حتى نتخاصم».

وبعد الاقتراع أعرب محللون عن خشيتهم من أن يكون الفارق ضئيلا بين الفائز والثاني وأن يؤدي ذلك إلى احتجاجات وأعمال عنف، وانتشر نحو 800 مراقب أجنبي لضمان شفافية الاقتراع.

وقد قاد هرنانديز رئيس الكونغرس حاليا وهو رجل أعمال (45 سنة) وكان من أنصار انقلاب 2009 ووصف أحيانا بأنه متسلط، حملة انتخابية ركزت على موضوع الأمن واعدا بمكافحة الجريمة بقبضة من حديد وبدعم الجيش. ويبدو أن الناخبين استجابوا لرسالته وقال الاقتصادي المتقاعد (72 سنة) بيدرو غاراي بعد التصويت إن «المشكلة الأخطر هي العنف، الناجمة عن البطالة، لقد تعود الناس على كسب المال بالقتل».

من جانبها اقترحت المرشحة كاسترو «اشتراكية ديمقراطية» و«إعادة تأسيس» بلد مقسم بين موالين ومناهضين لسيلايا زوجها الذي ترشح إلى مقعد في البرلمان وشارك بنشاط في الحملة الانتخابية.

وأعرب الكثير من سكان العاصمة أول من أمس عن فرحتهم وخرجوا في سيارات يرفعون إعلام حزبهم واستعملوا منبهات الصوت وتسببوا في تعطيل حركة السير في محيط مراكز الاقتراع التي تشكلت أمامها طوابير انتظار طويلة. وشارك ثمانية مرشحين في اقتراع الأحد في أحد البلدان الأكثر فقرا في القارة الأميركية، ودعي الناخبون أيضا إلى اختيار 128 نائبا في البرلمان و229 رئيس بلدية.