إعدام 11 مدانا بالإرهاب.. ومقتل 46 بهجمات وسط بغداد

حارث الضاري عدها خطة لتصفية العراقيين الأصلاء

أهالي منطقة الصدرية (وسط بغداد) يشيعون ضحاياهم الذين قضوا في تفجيرات إرهابية أول من أمس (أ.ب)
TT

عد الشيخ حارث الضاري، رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق، «ما يجري من أعمال قتل وإعدام بالعشرات للعراقيين، وخاصة من مكون السنة العرب، إنما هو جزء من خطط لتصفية أهم وأكبر مكون عراقي وإجبار السنة على ترك العراق»، مشيرا إلى أن «هناك الآلاف من أبناء العرب السنة معتقلون ويجري تصفيتهم، وأن المئات منهم يجري إعدامهم بلا رادع قانوني».

وأعلن مصدر في وزارة العدل العراقية، أمس، تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 مدانا بتهم تتعلق بالإرهاب الأحد.

وقال الضاري لـ«الشرق الأوسط» إن «أي عراقي أصيل، سواء من العرب الشيعة أو السنة، يتعرض اليوم للتصفية»، مؤكدا: «عدم اعترافنا بالعملية السياسية التي جاء بها المحتل، بمباركة من إيران التي تتحكم في مصير الشعب العراقي»، مشيرا إلى أن «تنفيذ عقوبة الإعدام يأتي بتصديق من خضير الخزاعي (نائب رئيس الجمهورية) الذي هو من قائمة نوري المالكي (رئيس الوزراء)، وأن غالبية - إن لم يكن جميع - من يجري تنفيذ عقوبة الإعدام بهم لتهم إرهابية هم من أهل السنة العرب».

وقال مصدر مسؤول في وزارة العدل لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم كشف اسمه: «جرى إعدام 11 شخصا الأحد أدينوا جميعهم بتهم تتعلق بالإرهاب»، موضحا أن «جميع المدانين رجال عراقيون». وأكد أن المدانين «قاموا بتنفيذ عمليات إرهابية بشعة بحق الشعب العراقي وجرت محاكمتهم وإدانتهم».

وازداد عدد الذين جرى إعدامهم في العراق خلال السنوات الأخيرة، فقد بلغ 18 خلال 2010، و67 خلال 2011، و123 خلال 2012، و162 حتى الآن خلال 2013.

ويشهد العراق منذ شهر أبريل (نسيان) الماضي تصاعدا في أعمال العنف، يحمل بعضها طابعا طائفيا. وسقط في الأيام الماضية من الشهر الحالي أكثر من 500 شخص في هجمات متفرقة في عموم العراق، كما أدت أعمال العنف إلى مقتل أكثر من 5900 منذ بداية العام الحالي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.

وارتفعت حصيلة ضحايا الهجمات التي استهدفت أول من أمس مناطق متفرقة في العراق، إلى 46 قتيلا وأكثر من تسعين جريحا، وأبرز هذه الهجمات كان تفجيرا مزدوجا بعبوة ناسفة وهجوما انتحاريا بحزام ناسف في بغداد، حسبما أعلنت مصادر رسمية أمس. وأفادت حصيلة سابقة بمقتل 34 شخصا في هجمات الاثنين.

وأكدت مصادر أمنية وطبية، أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الذي استهدف سوقا في منطقة الصدرية ببغداد إلى 23 قتيلا و31 جريحا.

وأشارت حصيلة سابقة إلى مقتل 15 وإصابة 36 آخرين بجروح في الهجوم ذاته.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة، إن «الحصيلة النهائية للهجوم الذي استهدف منطقة الصدرية بوسط بغداد، بلغت 23 قتيلا و39 جريحا»، وأضاف أن «الهجوم وقع بتفجير عبوة ناسفة أعقبه هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدف الأهالي الذين تجمعوا لإخلاء الضحايا».

بينما تحدث مصدر طبي عن تلقي جثث 24 شخصا ومعالجة أكثر من ثلاثين جريحا أصيبوا في الهجوم.

وتعرضت سوق الصدرية لتفجير دام في أبريل (نيسان) 2007، أسفر عن مقتل 140 شخصا، وعلى أثرها قررت السلطات إغلاق الشارع أمام السيارات.

كذلك، قتل 19 شخصا في هجمات أول من أمس، بينهم النائب السابق عن «القائمة العراقية» الشيخ جمال محسن الرفيعي، شيخ قبيلة الرفيعيين في محافظة ذي قار (جنوب العراق). وقال مدير ناحية الفجر، زهير كامل، إن «مسلحين مجهولين اقتحموا منزل الرفيعي وأردوه قتيلا في الحال».

وفي الموصل، قتل تسعة أشخاص وأصيب نحو عشرين آخرين في ثلاث هجمات متفرقة، بينها هجومان انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفا حواجز أمنية. وبحسب مصادر للشرطة، «بين القتلى طفل وعنصران من قوات البيشمركة الكردية وجندي وشرطي».

وقتل أربعة شرطيين وأصيب عشرة، بينهم ثلاثة من الشرطة، في انفجار سيارة مفخخة عند مقر للشرطة بمنطقة بوب الشام، إلى الشمال الشرقي من بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية. بينما قتل خمسة أشخاص في هجمات متفرقة ببغداد وبعقوبة، وفقا للمصادر.

وفي هجوم آخر، وقع في وقت متأخر من ليلة أول من أمس، قتل أربعة من عناصر «الصحوة» في هجوم مسلح جنوب بلد (70 كلم شمال بغداد).وقال ضابط في الشرطة برتبة رائد، إن «أربعة من عناصر (الصحوة) قتلوا في هجوم مسلح في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين».

وأوضح أن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة مدنية هاجموا نقطة تفتيش لـ(الصحوة) في منطقة يثرب، إلى الجنوب من بلد، مما أدى إلى مقتل الضحايا». وأكد طبيب في مستشفى بلد تلقي جثث الضحايا. وتعد موجة العنف التي يشهدها عموم العراق هي الأسوأ منذ الاقتتال الطائفي بين عامي 2006 و2008.