العثور على جثة شيخ عشائر الغانم في البصرة.. واغتيال شيخ عشيرة آل الرفيع

عودة مسلسل استهداف الشخصيات السنية البارزة جنوب العراق

TT

بعد شهر على اختطافه من قبل مجهولين، أعلنت عشيرة الغانم، كبرى العشائر السنية جنوب العراق، العثور على جثة الشيخ عدنان الغانم مقطوعة الرأس ومرمية في أحد شوارع مدينة التنومة (شط العرب)، شرق محافظة البصرة.

وفي حين حملت عشائر الغانم، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وقائد شرطة البصرة مسؤولية اغتيال شيخهم والتمثيل بحثته، عبر مواطنون عن مخاوفهم من عودة استهداف شخصيات سنية جنوب العراق بهدف حثهم على الهجرة، فيما اغتال مجهولون الشيخ جمال محسن الفارس، شيخ قبيلة آل الرفيع وعضو لجنة العشائر في الجمعية الوطنية العراقية عن جبهة التوافق، شمال محافظة ذي قار.

وقال الشيخ محيي الغانم، شقيق الشيخ عدنان الغانم، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن: «قوة من الشرطة الاتحادية عثرت على جثتي الشيخ عدنان الغانم ومرافقه الشيخ كاظم الجبوري مرميتين بمنطقة نائية في أطراف مدينة التنومة، شرقي البصرة، القريبة من الحدود العراقية الإيرانية»، مبينا أن «جثة الشيخ عدنان كانت مقطوعة الرأس وجثة مرافقه مبتورة الساق وتم التمثيل بالجثتين الأمر الذي يكشف مدى بشاعة الجناة وحقدهم».

وحمل الغانم، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومدير شرطة البصرة، مسؤولية عدم قدرتهم على إطلاق سراح المختطفين لحين اغتيالهما، والإهمال في متابعة القضية.

وكان مسلحون مجهولون يقودون سيارات رباعية الدفع أجبروا في الـ25 من نوفمبر (تشرين الأول) الماضي، الشيخ عدنان الغانم ومرافقه الشيخ كاظم الجبوري على الترجل من سيارتهما وجرى اقتيادهما إلى مكان مجهول.

ويعد الشيخ عدنان الغانم، من أبرز الشخصيات الاجتماعية البارزة في قضاء أبي الخصيب، (30 كلم جنوب البصرة)، ورئيس عشيرة الغانم، وكان أحد أبرز الذين تحدثوا عن استهداف المكون السني في البصرة وأئمة الجوامع في قضاءي أبي الخصيب والزبير في محافظة البصرة.

وفي سياق ذي صلة، اغتال مسلحون مجهولون شيخ عام قبيلة آل رفيع والنائب السابق في الجمعية الوطنية العراقية عن جبهة التوافق جمال الفارس أمام داره في محافظة ذي قار، (375 كم جنوب بغداد).

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار جبار الموسوي، إن: «مسلحين مجهولين اغتالوا، مساء أول من أمس الشيخ جمال محسن الفارس، شيخ عشيرة آل الرفيع، أمام منزله في ناحية الفجر، شمال محافظة ذي قار». وأضاف أن «الجناة لاذوا بالفرار، في حين قامت الشرطة بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث».

يذكر أن الشيخ جمال محسن موسى الفارس شيخ عام قبيلة الرفيع ، هو عضو لجنة العشائر في الجمعية الوطنية العراقية عن جبهة التوافق ويعد أحد رموز العراق عشائريا وسياسيا واجتماعيا، في حين لم تعلق الحكومة المحلية في محافظتي البصرة وذي قار على الحادثين.

إلى ذلك، أبدى مواطنون مخاوفهم من عودة مسلسل استهداف شخصيات سنية بارزة في محافظتي البصرة وذي قار.

وقال توفيق الدوسري، معلم في قضاء الزبير، إن: «اغتيال الشيخ عدنان الغانم يعبر بشكل واضح عن مدى الغطاء الذي تتمتع به الجماعات المسلحة في البصرة ومدى قدرتهم على تصفية المدينة من أبناء السنة». وأضاف أن «الغانم كان رمزا للتسامح ولسان حالنا، واليوم حقا فإننا نخاف جدا لأن الحكومة لم تحمنا أو أنها لا تريد أن تحمينا».

من جانبه، قال عبد الله السعدون، أحد شيوخ عشائر السعدون في محافظة ذي قار، «إن اغتيال الشيخ جمال الفارس هو رسالة واضحة من الجماعات المسلحة بأن الحكومة غير قادرة على حماية أي شخصية». وأضاف «نلاحظ أن الشخصيات في البرلمانات العراقية السابقة لهم حماية فأين حماية الشيخ الفارس لذا نعتقد بوجود مؤامرة على أبناء السنة ورموزهم الاجتماعية في جنوب العراق».

يذكر أن محافظتي البصرة وذي قار شهدتا خلال الأشهر الماضية عمليات مسلحة راح ضحيتها عدد من رجال الدين السنة وأئمة الجوامع في البصرة وأبناء عشيرة السعدون المعروفة في محافظة ذي قار.