بغداد وأنقرة تشكلان لجانا لبحث مشكلات المياه بين البلدين والإرهاب في المنطقة

رئيس البرلمان العراقي استقبل نظيره التركي وشددا على أهمية العلاقات بينهما

TT

في وقت نفى فيه المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني أن يكون قد طالب خلال لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال زيارته إلى العراق قبل أقل من أسبوعين برحيل كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس السوري بشار الأسد، فقد شرعت بغداد وأنقرة في بناء المزيد من إجراءات الثقة بينهما خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا إلى العراق رئيس البرلمان التركي جميل جيجاك.

وقال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس في مبنى البرلمان ببغداد مع نظيره التركي، إنه «سيتم قريبا تشكيل لجان مشتركة بين العراق وتركيا لبحث مشكلة المياه والصداقة بين البلدين فضلا عن مشكلة الإرهاب في المنطقة». وأضاف النجيفي أنه «تم الحوار بين الجانبين لتطوير العلاقة بين دول المنطقة وبحث المشكلة السورية والتعاون من أجل مكافحة الإرهاب»، مؤكدا أن «هناك لجانا مشتركة ستكون لبحث قضية المياه والصداقة المشتركة». وبشأن الأحداث في المنطقة فقد وصف النجيفي الفترة الحالية للشرق الأوسط بـ«الحرجة»، وأكد أنها اختبار لكل قيادات المنطقة للخروج من الاحتقان والاقتتال إلى السلم والاستقرار، فيما أعرب عن ترحيبه بالاتفاق بين إيران والدول الغربية بشأن برنامج طهران النووي، مشيرا إلى أنه سيكون هناك حلول واقعية للشعب السوري وعموم الشرق الأوسط. وأضاف النجيفي «اتفقنا مع الوفد الزائر على الترحيب بالاتفاق ما بين إيران والدول الغربية». وبشأن الأوضاع في سوريا أكد النجيفي أن «هناك تحديا جديدا من أجل معالجة الأزمة السورية وسيكون هناك حلول واقعية للشعب السوري وعموم الشرق الأوسط». من جانبه قال رئيس البرلمان التركي، إن «هناك أسبابا كثيرة لتعميق العلاقة ما بين البلدين التركي والعراقي خاصة وأننا جاران شقيقان ونشكل المفتاح لهذه المنطقة»، مستدركا «لكن مع الأسف هناك أحداث دراماتيكية نعيشها في هذه المنطقة»، مشددا في الوقت ذاته، على ضرورة أن «يتحاور البلدان من أجل أمن واستقرار المنطقة ونحن نقوم بهذه الزيارة من هذه الزاوية».

وأعرب عن أسفه لـ«وجود مسألة تنعكس سلبيا على المنطقة وهي الإرهاب»، مؤكدا «نحن في تركيا نلعن كل أنواع الإرهاب ومن يقوم به والجهة التي تأتي منه». وبشأن الأوضاع في سوريا أكد رئيس مجلس النواب التركي أن «كثيرا من الأبرياء يسقطون يوميا وهذا يؤثر على تركيا والعراق».

من جهتها اعتبرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أن تبادل الزيارات بين المسؤولين العراقيين والأتراك أمر مهم جدا للاستقرار في المنطقة والعراق. وقال روه ز مهدي خوشناو عضو البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني وعضو لجنة العلاقات الخارجية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الانفتاح مطلوب بالنسبة للعراق على دول الجوار لأن من شأن ذلك أن يصب في مصلحة استقرار العراق والمنطقة مع التركيز على أهمية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين مع ضرورة أن يتحرك الآخرون السيادة العراقية».

وأضاف خوشناو أن «تركيا جار مهم للعراق على كل المستويات سواء كانت السياسية حيث تعتبر تركيا لاعبا رئيسا مهما في المنطقة أو التجارية حيث إن تركيا الشريك التجاري الأول للعراق حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 20 مليار دولار». وردا على سؤال بشأن انعكاس تحسن العلاقات العراقية - التركية على الأوضاع في إقليم كردستان قال خوشناو، إن «أي تحسن في هذه العلاقات ينعكس بصورة إيجابية على كردستان كونه أولا جزء من العراق ولأن الشركات التركية تعمل بكثافة في كردستان ثانيا»، معتبرا أن «استقرار إقليم كردستان مرتبط باستقرار عموم العراق وهو ما نطالب به دائما في أن تكون لدينا علاقات ممتازة مع كل دول الجوار». وتأتي زيارة جيجاك بعد زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى العراق في إطار إعادة تحسين العلاقات بين الطرفين والتي كانت قد شهدت توترا واضحا خلال الأشهر القليلة الماضية. وكانت سبقت زيارة أوغلو لبغداد، زيارة قام بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والتي جاءت لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث القضايا الإقليمية، وتلبية لدعوة نظيره التركي أحمد داود أوغلو، فيما أكدت وزارة الخارجية التركية أن الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث القضايا الإقليمية.