القاهرة تنفي طلب إصلاح علاقتها بتركيا.. وأردوغان يواصل انتقاده للسلطة المصرية

تسريبات عن ضلوع سفارات دول موالية لـ«الإخوان» في عمليات تجسس

قوات الأمن تعاملت مع تظاهرات لناشطين أمس وسط القاهرة بمدافع المياه والهراوات واعتقلت بعضهم (أ.ب) ( إ.ب.أ) (رويترز)
TT

نفت مصر أمس ما تردد عن طلبها تدخل الرئيس التركي عبد الله غل لإصلاح علاقتها مع أنقرة، في وقت واصل فيه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المنتمي لحزب موال لجماعة الإخوان، انتقاده للسلطات المصرية الجديدة. وفي غضون ذلك علمت «الشرق الأوسط» بوجود تسريبات عن ضلوع سفارات أجنبية موالية لـ«الإخوان» في عمليات تجسس، لكن مصادر أمنية رجحت أن يكون المقصود «إرسال رسائل لدول تدافع عن (الإخوان) بأن أعين الدولة المصرية مفتوحة». وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أمس، إنه لا صحة لما نشر في إحدى الصحف التركية بشأن إرسال مصر رسالة إلى الرئيس غل لإصلاح العلاقات الثنائية بين القاهرة وأنقرة، شريطة توقف أردوغان عن تصريحاته المنددة بالحكومة المصرية الحالية، ودعمه لجماعة الإخوان المسلمين «المحظورة».

وتوترت العلاقات المصرية - التركية في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، إثر مظاهرات شعبية حاشدة في يونيو (حزيران) الماضي، وهي الخطوة التي عدتها تركيا «انقلابا عسكريا غير مقبول».

وعقب مواقف تركية رافضة للتغيرات الجديدة في القاهرة، قررت مصر قبل يومين خفض التمثيل الدبلوماسي مع تركيا من مستوى السفراء إلى مستوى القائم بالأعمال. وأبلغت الخارجية المصرية السفير التركي في القاهرة بأنه شخص «غير مرغوب فيه»، وهو ما ردت عليه تركيا بالمثل.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية في تصريح له أمس أن القرار المصري الأخير تجاه أنقرة طلب مغادرة السفير التركي القاهرة وتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع تركيا كانت له دوافعه ومبرراته، بعد تكرار تصريحات تركية تتعارض مع إرادة الشعب المصري. ورددت صحيفة «حرييت» التركية مزاعم بأن القاهرة أرسلت خطابا إلى الرئيس التركي غل لإصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين. وذكرت الصحيفة في عددها الصادر أمس أن رؤية مصر هي أن موقف الرئيس التركي غل يختلف عن موقف أردوغان، ولذلك أرسلت مصر هذه الرسالة إلى الرئيس التركي لإصلاح العلاقات الثنائية؛ شريطة أن تكف تركيا عن سياستها الداعمة لجماعة الإخوان وتوقف أردوغان عن خطابه العدواني ضد مصر. وقالت مصر إن هذه المزاعم غير صحيحة.

من جهته، دافع أردوغان عن تصريحاته التي انتقد فيها الحكومة المصرية وأثارت أزمة دبلوماسية بين أنقرة والقاهرة. ونقلت التقارير قوله أمام البرلمان أمس: «لن نتوقف عن قول الحق والوقوف بجانب الشعب المصري لمجرد أن الحكومة التي جاءت عن طريق الانقلاب في مصر منزعجة».

وكانت أنقرة قد سحبت سفيرها في القاهرة للتشاور عقب فض السلطات المصرية اعتصامين مؤيدين للرئيس السابق منتصف أغسطس (آب) الماضي، ما أدى إلى موجة من أعمال العنف سقط خلالها مئات القتلى، وهو الإجراء الذي ردت عليه القاهرة بالمثل.

يذكر أن أردوغان كان أول من استخدم إشارة رابعة العدوية (كف بإبهام مطوية)، التي يستخدمها أنصار جماعة الإخوان في مظاهراتهم المعارضة للسلطة الجديدة في البلاد.

وتشن السلطات المصرية حملة ضارية ضد المتشددين الإسلاميين بمن فيهم قيادات في جماعة الإخوان، وقالت تسريبات أمس إن عناصر أجنبية في القاهرة، تابعة لدول تناصر جماعة الإخوان، تستخدم حقائب دبلوماسية في نقل معلومات استخباراتية يمكن أن تضر بأمن البلاد، من دون مزيد من التفاصيل، لكن مصادر أمنية مصرية رجحت أن يكون المقصود من هذه التسريبات «إرسال رسائل معينة لدول تدافع عن الجماعة في بعض المحافل الدولية».