هدوء حذر وعصيان مدني في بنغازي.. ومجلس طرابلس يطالب الثوار بمبادرة تاريخية

زيدان قال إن بقاء الجماعات المسلحة في أي مدينة ليبية بات من الماضي

ليبيون يتظاهرون في بنغازي الليلة قبل الماضية (إ.ب.أ)
TT

بينما عاد الهدوء المشوب بالحذر إلى شوارع مدينة بنغازي (شرق ليبيا) عقب الاشتباكات الدامية التي وقعت بين قوات الجيش الليبي وميلشيات تنظيم أنصار الشريعة المتطرف، عد علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية، بقاء الميلشيات المسلحة في بنغازي أو العاصمة الليبية طرابلس أو أي مدينة أخرى بات من الماضي.

وبدت الحياة أقل من المعتاد في مدينة بنغازي التي أعلن مجلسها العصيان المدني، والحداد لثلاثة أيام قابلة للتمديد على ضحايا الأحداث المؤسفة التي شهدتها قبل يومين وأسفرت عن مصرع وإصابة العشرات في أولى مواجهات من نوعها بين الجيش وجماعات متطرفة.

وقال سكان في المدينة لـ«الشرق الأوسط»، إن الشوارع بدت خالية معظم ساعات النهار، بينما فتحت بعض المحال التجارية أبوابها جزئيا.

وأوضح صحافي بالمدينة: «توجد استجابة إلى حد كبير للعصيان المدني، بنغازي بدت غير مزدحمة على غير عادتها، القليل من المحال في الصباح فتحت أبوابها، لكن المدارس والجامعات مقفلة».

لكن شركة «البريقة» لتسويق النفط بالمدينة بنغازي، أكدت في المقابل في بيان لها أنها تؤدي أعمالها بصورة طبيعية ولم تتأثر بإعلان العصيان في المدينة.

من جهته، وضع علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية، زيارته المفاجئة مساء أول من أمس إلى بنغازي فور عودته من العاصمة البريطانية لندن حيث التقى وزيري الخارجية الأميركي والبريطاني، في إطار تأكيد أن الشرطة والجيش دعامة للشرعية، وهما الأساس لحفظ الأمن، مضيفا بقوله: «جئنا لنؤكد أن وجود المجموعات المسلحة في أي مدينة ليبية أمر أصبح من الماضي، ولم يعد مقبولا ألبتة أن تستمر هذه المجموعات». وتابع: «هذا الأمر ضد هذه الجماعات وليس ضد أشخاص بعينهم فيها»، عادا بقاء السلاح خارج المؤسسة العسكرية والشرطة ضارا وفاتكا ومدمرا. ولفت إلى أن السنوات الثلاث الماضية شهدت تدهورا في الوضع الأمني بسبب انتشار السلاح واستمراره، بالإضافة إلى ترويع رجال الجيش والشرطة، مؤكدا أن ما وصفها بالمذبحة الرهيبة التي وقعت يوم الجمعة قبل الماضي في طرابلس دفعت الحكومة إلى إنهاء وجود هذه الكتائب والمجموعات.

وأضاف أنه ينبغي أن يكون واضحا لهذه المجموعات أنها مهما كانت توجهاتها لم تكن عنصرا إيجابيا في حفظ الأمن، داعيا رجال الشرطة والجيش إلى استعادة لياقتهم لحفظ الأمن والاستقرار. وجاءت تصريحات زيدان لدى اجتماعه في بنغازي بحضور عدد من الوزراء ورئيس أركان الجيش الليبي والعقيد ونيس بو خمادة آمر القوات الخاصة (الصاعقة)، وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين، حيث ناقش الأحداث الجارية بالمدينة ودعم قوات الجيش والشرطة وتوفير الإمكانات التي تساعدهم على أداء مهامهم على أكمل وجهة وأتم صورة لفرض الأمن والاستقرار.

ونفى زيدان تراخي أو تغيب أو تلكؤ الحكومة عن دعم قوات الجيش والشرطة، مشيرا إلى أن حكومته ليست حريصة على البقاء في موقعها.

من جهته، خصص المؤتمر الوطني العام (البرلمان) جلسته أمس لمتابعة ما شهدته مدينة بنغازي قبل يومين من اشتباكات عنيفة ومتقطعة بين عناصر «القوات الخاصة» ومجموعات مسلحة تابعة لجماعة أنصار الشريعة في عدة مناطق متفرقة من المدينة.

وقال عمر حميدان، المتحدث الرسمي باسم «المؤتمر»، إن «المؤتمر» عقد جلسة تشاورية نظرا لعدم اكتمال النصاب لتوجه عدد من أعضائه إلى مدينة بنغازي للوقوف على مجريات الأحداث بها. وطالب حميدان الأطراف كافة بضبط النفس والاحتكام إلى الحكمة والحوار، داعيا الوجهاء والحكماء والأعيان إلى مواصلة جهودهم في التوصل إلى التهدئة والإصلاح.

إلى ذلك، طالب المجلس المحلي للعاصمة الليبية طرابلس جميع الثوار بتقديم ما وصفه بـ«مبادرة تاريخية» تحسب لهم في بناء الدولة وتنهي أي فرصة لقتال الإخوة إلى الأبد، وطالبهم بأن يضعوا السلاح ويشاركوا بقية أبناء الوطن في بناء مؤسسات الدولة وإعلاء صوت الحوار والوفاق الوطني.

كما دعا المجلس في بيان له، بثته وكالة الأنباء المحلية، حكومة زيدان إلى تحمل مسؤوليتها في التفعيل الجاد والحازم للقرارات كافة الخاصة بإخراج التشكيلات العسكرية والأسلحة من مدن ليبيا كافة، وأن تمنح إجراءات إخلاءها من المدن الأولوية القصوى في عملها، وأن يجرى تحديده بفترة زمنية معينة وبشفافية كاملة أمام الشعب الليبي.

من جهة أخرى، ألقى مجهولون قنبلة محلية الصنع أمام مقر إذاعة الزاوية المحلية، لكن مدير الإذاعة أكد عدم وقوع أي أضرار بشرية سوى بعض الأضرار المادية التي لحقت بالمدخل الرئيس للمقر.