«الجيش الحر» يفشل في فك حصار الغوطة.. ويطلق عملية «فجر الحرية» بالقنيطرة

الأمم المتحدة تحمل طرفي النزاع مسؤولية عدم وصول المساعدات

TT

نفذت كتائب من «الجيش الحر» أمس هجوما أطلقت عليه تسمية «عملية فجر الحرية»، في محافظة القنيطرة بجنوب دمشق، حيث تمكنت من الاستيلاء على مواقع عسكرية، في موازاة استمرار المعارك في منطقتي القلمون التي تحولت إلى مسرح للهجمات، والغوطة الشرقية المحاصرة من قبل القوات النظامية.

ونقلت «شبكة شام» عن «الجيش الحر» تمكنه من تدمير «سرية الخوالد» من بين خمس سرايا في ريف القنيطرة الجنوبي، وعدد من الآليات العسكرية. وبث ناشطون على الإنترنت شريطا مصورا يظهر دبابة تحترق داخل موقع محصن بالسواتر الترابية بينما كان مقاتلون يتنقلون في الموقع.

وتشهد القلمون والغوطة الشرقية في ريف دمشق هجمات وهجمات مضادة من القوات النظامية والمجموعات الموالية ومقاتلي المعارضة السورية.

ولفت مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى تواصل المعارك في منطقة المرج التي تضم قرى وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، وقد قتل فيها 17 مقاتلا معارضا هم 12 سوريا وخمسة أجانب.

وأشار إلى أن «القوات النظامية مدعومة من حزب الله تمكنت من وقف تقدم مجموعات المعارضة المسلحة التي كانت تحاول كسر الحصار المفروض عليها من قوات النظام في الغوطة الشرقية بعدما بدأت أول من أمس، الثلاثاء، هجوما مضادا على القرى التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الغوطة».

وتحاصر قوات النظام هذه القرى والبلدات منذ أكثر من سنة. وبدأت المعارضة المسلحة عملية واسعة لكسر هذا الحصار منذ الجمعة الماضي وتمكنت من السيطرة على بعض المواقع والحواجز النظامية.

وقال مصدر أمني في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الطوق محكم على منطقة الغوطة الشرقية لحجب أي شكل من الإمداد الذي يمكن أن تحصل عليه المجموعات المسلحة التي ما تزال هناك. وبالتالي، فإن المنطقة تحولت إلى مسرح عمليات»، مشيرا إلى أن الجيش النظامي «يحاول تضييق الطوق من خلال خطة معينة، بينما يحاول المسلحون فك الطوق في محاولة بائسة تكبدهم خسائر فادحة ما يضطرهم للانكفاء إلى جحورهم». وكانت شبكة «سوريا مباشر» قد ذكرت أن عشرين من عناصر المعارضة قتلوا في معارك الغوطة الشرقية من دون أن تحدد تاريخ مقتلهم وما إذا كانوا لقوا حتفهم دفعة واحدة، في حين أعلن مقاتلو المعارضة تحقيقهم تقدما باتجاه تخفيف الحصار عن بلدات الغوطة الشرقية التي يقول ناشطون إن من بقوا فيها يعانون من الجوع والأمراض.

ولم تتوقف المعارك في محيط مدينة النبك في منطقة القلمون، حيث تتعرض المدينة منذ يومين لقصف جوي ومدفعي عنيف من جانب القوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها، لكنها لم تحرز تقدما في الهجوم الذي بدأته قبل نحو أسبوع.

وقال المصدر الأمني ذاته إن منطقة القلمون باتت «مسرح عمليات عسكرية منذ لجوء المسلحين إلى النبك ودير عطية بعد السيطرة على قارة»، مضيفا أن «العملية مستمرة في المدينتين حتى القضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة المتحصنة فيهما. وكل يوم هناك إنجاز وتقدم معين باتجاه الانتهاء من هذا الوجود المسلح».

كما تجدد أمس قصف أحياء دمشق الجنوبية، ومنها حي القابون، براجمات الصواريخ والمدافع، بينما سجلت اشتباكات في بساتين حي برزة وكذلك في محيط مستشفى حرستا، حسب شبكة «شام» والمرصد السوري. وأغار الطيران الحربي السوري أمس على بلدات في ريف دمشق بينها يلدا، في حين تعرضت بلدة الخيارة لقصف بالمدافع.

وفي حلب، تواصلت الاشتباكات في حي الشيخ سعيد بين مقاتلين معارضين متشددين والقوات النظامية. وأفاد المرصد السوري بمقتل عشرين مقاتلا من الدولة الإسلامية في العراق والشام في الحي.

وفي الحسكة، أعلنت مصادر مقربة من القوات الكردية، السيطرة على قرية «توينية» بريف الحسكة بالكامل بعد محاصرتها للكتائب الإسلامية التي كانت مقرا لهم بعد عملية تمشيط واسعة وفك للألغام في إطار حملة أعلنت عنها قوات «الآسايش» بعد إشارتها إلى أن «الكتائب الإسلامية المتشددة التي تستقر في قرية (توينية) تستخدم المدنيين العزل دروعا بشرية».

من جهة أخرى، اتهمت الأمم المتحدة المتقاتلين في سوريا بأنهم يعرقلون جهود الإغاثة، مشيرة إلى أن قوافل الإغاثة التابعة لها لا تستطيع الوصول إلى نحو 250 ألف شخص في مناطق تحاصرها قوات الحكومة السورية أو مقاتلو المعارضة رغم «تزايد الحاجات واشتداد الصراع». وجاء هذا التقييم المفصل في وثيقة سرية قدمتها فاليري أموس، منسقة مساعدات الإغاثة بالأمم المتحدة، في اجتماع خاص للأمم المتحدة في جنيف لم يعلن عنه. وجاء في الوثيقة التي حصلت «رويترز» على نسخة منها أن «الاستجابة مستمرة، لكنها غير كافية، خصوصا في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها». وتصف الوثيقة ما تقول إنه «أجواء خطيرة وصعبة لعمال الإغاثة الإنسانية»، لافتة إلى مقتل 12 عاملا من موظفي الأمم المتحدة و32 من المتطوعين أو العاملين بالهلال الأحمر العربي السوري منذ بدء الصراع في مارس (آذار) 2011.