ظهور روائي ألماني مصري بعد اختفائه «الغامض» في القاهرة

تنبأ في إحدى كتاباته بسقوط العالم الإسلامي فجرى تهديده بالقتل

حامد عبد الصمد
TT

أفاد مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية، أمس، بعودة الكاتب الألماني من أصل مصري حامد عبد الصمد إلى فندقه بالعاصمة المصرية القاهرة أمس، بعد اختفائه طيلة ثلاثة أيام في ظروف غامضة. في الوقت الذي تكثف فيه أجهزة البحث من تحرياتها للكشف عن تفاصيل الواقعة، في ظل تهديدات يواجهها بالقتل بسبب كتاباته المهاجمة للدين الإسلامي.

وأكد المصدر أن عبد الصمد، (43 سنة)، الذي يحمل الجنسية الألمانية ويعمل أستاذا للتاريخ بإحدى الجامعات الألمانية، عاد سالما إلى الفندق الذي يقيم به في القاهرة من تلقاء نفسه بعد اختفائه الغامض لمدة ثلاثة أيام وإبلاغ شقيقه عن اختطافه يوم الأحد الماضي، مشيرا إلى أنه اتهم صاحب مصنع بلاستيك بمنطقة العبور (شرق القاهرة) باختطافه الأحد الماضي في سيارة أجرة من حديقة الأزهر لوجود خلافات مالية بينهم على مبلغ 250 ألف يورو.

وكان محمود عبد الصمد، شقيق حامد، أكد في بلاغه اختطاف شقيقه على أيدي مجهولين وقال إن هناك غموضا حول اختطاف شقيقه، خاصة أن الحرس الشخصي من وزارة الداخلية لشقيقه لم يكن معه أثناء اختطافه، كما أن هناك غموضا حول الشخص الذي قابله حامد قبل اختطافه في حديقة الأزهر.

ورجح شقيق الكاتب أن يكون شقيقه قد اختطف «إما من قبل إسلاميين متطرفين أو من جانب جماعة يرتبط شقيقه معها بعلاقات تجارية». وأضاف أن «حامد أبلغ الحرس الشخصي له أن هناك سيارة سوداء تتبعه أمام حديقة الأزهر، وجرى إغلاق جميع هواتفه بعد ربع ساعة من اختفائه». وكان السفير الألماني قد طالب زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء المصري، قبل أيام، بذل كل الجهود لضمان «حرية عبد الصمد الشخصية وسلامته». وأضاف أن عبد الصمد كان على اتصال بالسفارة الألمانية في القاهرة فيما يتعلق بسلامته.

وأعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، في وقت سابق، عن قلقها الشديد على حياة الكاتب عبد الصمد، مشيرة إلى أن اختفاءه يذكر بسلسلة الاعتداءات على المثقفين من قبل إسلاميين متشددين في بداية تسعينات القرن الماضي. وهاجم متشددون عددا من المثقفين المصريين في التسعينات، من بينهم الروائي الراحل نجيب محفوظ الذي أصيب بطعنة سكين عام 1994.

وحامد عبد الصمد روائي شاب، من أعماله «وداعا أيتها السماء» عن «دار ميريت»، وهي الرواية التي صدرت بالعربية والألمانية، وحاز شهرته بسببها. وفي كتابه «سقوط العالم الإسلامي»، الذي صدر عام 2010 قبل الربيع العربي، توقع عبد الصمد سقوط العالم الإسلامي، خاصة في المنطقة العربية. وفي برنامج تلفزيوني أذيع في يونيو (حزيران) الماضي، هاجم الداعية المصري محمود شعبان؛ عبد الصمد ودعا إلى قتله بسبب طريقته النقدية للإسلام.