الوزيرة في الخارجية المغربية: قمنا بالإصلاحات قبل الربيع العربي

بوعيدة أكدت الحاجة إلى إعادة بناء تجمع المغرب العربي في إطار شراكة جديدة

مباركة بوعيدة (أ.ف.ب)
TT

عبرت مباركة بوعيدة، الوزيرة في وزارة الخارجية المغربية، عن أملها في تحقيق انفراج مع الجزائر، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش القمة العربية - الأفريقية، التي انعقدت في الكويت أخيرا، إن بلادها طالبت دوما بفتح الحدود مع الجزائر، وتأمل في إنهاء صفحة أي توتر يشوب العلاقات المغربية - الجزائرية، وأكدت الحاجة إلى إعادة بناء تجمع المغرب العربي في إطار شراكة جديدة قائمة على تحقيق المصالح المشتركة، كما أشارت إلى الإجراءات التصحيحية التي اتخذها المغرب قبل الربيع العربي بعشر سنوات.

وبشأن الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر، قالت بوعيدة: «كنا دائما نطالب بفتح الحدود بين البلدين، والانفراج في العلاقات مع الدولة الشقيقة والجارة الجزائر، وكنا نطالب دائما وحتى الآن ببناء تجمع المغرب العربي، ونظن أن المغرب والجزائر شركاء ولا بد لهما أن يتحركا في هذا الاتجاه، ونتمنى أن تشاركنا الجزائر نفس التوجه وإنهاء التوترات، ونحن نعرف أنها جاءت على خلفية رسالة لرئيس الجمهورية لم تكن إيجابية وأكثر تدخلا في الشأن المغربي، وهو شيء يجب أن لا يحدث، وننتظر بشوق كبير انفتاح الدولة الجزائرية والشعب الجزائري على جيرانه».

وأضافت المسؤولة المغربية: «هذا هو توجهنا ورؤيتنا، لأننا اتخذنا من الرؤية المغربية اختيارا استراتيجيا ورد في الدستور المغربي كهوية مغربية - مغاربية، وهذا يعنى أننا جميعا نتفق على هذه الهوية، ونعمل حاليا كثيرا مع ليبيا لإعادة البناء والاستقرار، لأننا نظن أنه لا مناص لنا من ذلك. وهذا واجب ونعمل أيضا مع تونس الشقيقة ونتتبع التطورات السياسية فيها، ونتمنى لها من عمق القلب الاستقرار».

وحول تأثر المغرب بالربيع العربي قالت: «نحن تأثرنا كثيرا مثل جميع الدول، لكن مستوى التأثير كان أقل حدة في بلادنا لأنه بدأ في الإصلاحات منذ أكثر من عشر سنوات قبل الخريف أو الربيع العربي، إذن ما جاء به الربيع العربي هو تسريع هذه الإصلاحات بحيث جرى إصدار دستور جديد».

من جهة أخرى، أكدت بوعيدة أن التجمع العربي - الأفريقي بطبيعة الحال مساعد للمغرب بحكم الشراكة العربية - الأفريقية، مشيرة إلى أن «المغرب لديه تعاون كبير مع دول أفريقية، وأيضا مع دول عربية، ولديه أيضا تجربة في الشراكة الثلاثية. المغرب كدولة عندها فكرة أو نموذج، ودولة أخرى عربية أو غربية يكون عملها معنا في إطار التمويل أو التكوين أو ميادين أخرى».

ولفتت بوعيدة إلى أن هذه الفكرة جرى طرحها في القمة، من منطلق أن تكون كل التجارب موجودة، وأن تؤخذ بعين الاعتبار، ومن أجل استغلال كل الطاقات الموجودة.

وبشأن ما إذا كان ما صدر عن القمة من قرارات كافيا لإقامة شراكة عربية - أفريقية قالت بوعيدة: «أساس النجاح في الشراكة هو الرغبة السياسية الجادة لتفعيل هذه الشراكة، والأمر الثاني هو أن الشراكة بدأت تتحدث عن ميادين عمل محددة، مثلا في مجال الأمن الغذائي والزراعة والطاقة، وهناك تقارب ثقافي عبر المعهد الثقافي العربي - الأفريقي، وإيجاد آلية التنسيق لهذه الشراكة وآلية التمويل، إذن بدأنا نتحدث عن مسائل واقعية بما يعبر عن نجاح هذه القمة، ويعبر عن المستقبل».