مظاهرات بانكوك تتمدد إلى مدن تايلندية أخرى

آلاف المحتجين يزحفون نحو مقار الحكومة وشيناوترا تطالب بالحوار

متظاهرون يرددون شعارات مناهضة للحكومة أمام مدخل المجمع الحكومي في بانكوك أمس (أ.ب)
TT

كثف المتظاهرون المطالبون بسقوط الحكومة في تايلند أمس من حركتهم الاحتجاجية عبر محاصرتهم لمجمع رئيسي للمكاتب الحكومية في بانكوك، في الوقت الذي خرج متظاهرون آخرون في مدن أخرى غير العاصمة.

وصرح سوثيب ثوغسوبان أبرز وجوه الحزب الديمقراطي المعارض أمام الصحافيين لدى مغادرته وزارة المالية التي أصبحت عمليا مقر قيادته، للمشاركة في مسيرة احتجاجية: «إننا متفائلون جدا وأعتقد أن النصر لم يعد سوى مسألة أيام». وجاء تصريح ثوغسوبان هذا بينما يواصل عشرات آلاف الأشخاص الاحتشاد منذ الأحد الماضي للمطالبة برحيل رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوترا مما يثير مخاوف من حصول تجاوزات في العاصمة التي اعتادت على أعمال العنف السياسي في السنوات الأخيرة. ويبدي المتظاهرون كراهيتهم لشقيقها تاكسين شيناوترا رئيس الوزراء السابق الذي أطاحه انقلاب عسكري في 2006 لكنه يبقى رغم وجوده في المنفى الشخصية التي تحظى بأكبر عدد من المحبين وأيضا الحاقدين عليه على حد سواء.

وقدم المتظاهرون تفسيرات عدة لسبب مشاركتهم في المسيرة. وقالت بانيدا سيرسانغ، 48 عاما: «أكره حكومتها لأنها غير مخلصة. الحكومة تنفق أموالنا وأموال ضرائبنا على أعمال شيناوترا وشبكاته». أما سموثونغ واثانبوتي، 35 عاما، فقال: «أريد العدالة ونحتاج ديمقراطية للشعب. لو كانت الحكومة جيدة لوددنا أن تستمر في إدارة البلاد لكنها ليست جيدة».

وبقيت وزارة المالية أمس «محتلة» من قبل المتظاهرين الذين توجه آلاف منهم نحو مجمع يضم أجهزة حكومية عدة في إحدى ضواحي بانكوك سيرا على الأقدام مثل سوثيب أو على متن دراجات نارية أو في سيارات بيك أب. وبعيدا عن العاصمة، جرت أمس مظاهرات ضمت مئات الأشخاص في مدن بجنوب البلاد معقل الحزب الديمقراطي أبرز أحزاب المعارضة خاصة في جزيرة فوكيت التي تعتبر من أبرز المواقع السياحية.

وفي هذه الأثناء تستمر المناقشة في البرلمان حول مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة طرحتها المعارضة. وأكدت رئيسة الوزراء استعدادها للحوار مع سوثيب كما جددت التأكيد على أن الدولة «لن تلجأ إلى العنف»، وقالت: «لا يوجد سوى ديمقراطية واحدة وحكومة منتخبة واحدة، وليس نظام تاكسين»، رافضة وصف معارضيها لها بأنها دمية بيد شقيقها.

يذكر أن احتجاجات المتظاهرين هذه اندلعت على أثر قانون عفو اعتبروه مفصلا على قياس تاكسين الذي حكم عليه بالسجن سنتين بتهم اختلاس أموال. ولم ينجح رفض مجلس الشيوخ لهذا النص في تهدئتهم. وتايلند منقسمة بين جماهير الأرياف والمدن الفقيرة في الشمال والشمال الشرقي ممثلة بحركة «القمصان الحمر» المؤيدة لتاكسين، ونخب العاصمة. وقد تجمع آلاف من «القمصان الحمر» منذ الأحد في استاد في بانكوك دعما للحكومة. وقال أبرز قادتهم ثيدا ثافورنسيث في الاستاد الذين ما زالوا يتجمعون فيه «حان الوقت كي تتحرك الحكومة من أجل ضبط هذه المظاهرات، وإلا سيصبح هؤلاء الناس خارجين عن السيطرة». وأكد قيادي آخر في «القمصان الحمر» جاتوبورن برومبان «لن نخرج إلا في حال انقلاب عسكري».