اغتيال ثلاثة فلسطينيين جنوب الضفة يثير تساؤلات حول «السلفية الجهادية»

حضورهم تركز قبل ذلك على العمل الدعوي

TT

أثارت عملية قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين، في الخليل جنوب الضفة الغربية في كمين محكم، غضب الفلسطينيين الذين خرجوا في مواجهات عنيفة في الخليل ورام الله وبيت لحم، أمس، ونادوا بالانتقام ووقف المفاوضات فورا، وكشفت عن وجود عسكري مسلح، لأول مرة، في الضفة، لجماعات «السلفية الجهادية».

وقالت مصادر إسرائيلية إن سلسلة من عمليات الاعتقالات في منطقتي الخليل ونابلس على مدار الأسابيع القليلة الماضية، قادت إلى اكتشاف خلية «السلفية الجهادية» التي قتل أفرادها ليلة الثلاثاء - الأربعاء.

وقال مصدر عسكري لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: «فجأة يحضر السلفيون إلى المنطقة».

وسجلت في الآونة الأخيرة مؤتمرات سلفية عقدت في مناطق في الضفة الغربية، من بينها مؤتمرات كبيرة وذات حضور لافت، لجماعات قريبة منهم، أنهم حزب التحرير الإسلامي كما تقول المصادر الإسرائيلية.

وعادة كان يتركز الوجود السلفي الجهادي في قطاع غزة، وهذه أول مرة تظهر فيها مؤشرات لخلايا عسكرية جهادية في الضفة الغربية، إذ يتركز وجود السلفيين في الضفة على الدعاة ورجال الدين غير العنيفين الذي يدعون إلى عدم الخروج على أولي الأمر.

ويرى مسؤولون إسرائيليون أن السلفيين باتوا يشكلون القوة الثالثة الجديدة في الضفة، كما أشاروا لارتفاع ملحوظ في السنة الأخيرة في نشاطهم المنظم، الذي لم يكن من قبل يرتبط بالعمل المسلح.

ومع دخول السلاح إلى عملهم، أصبح الأمر محيرا للإسرائيليين والفلسطينيين الذين لم يعقبوا على الاتهامات الإسرائيلية.

وكتب المحلل العسكري لـ«هآرتس»، عاموس هرئيل: «ترتبط زيادة شعبية السلفيين في الضفة، على ما يبدو، بخيبة الأمل من إدارة السلطة الفلسطينية، وكذلك بالمصاعب التي تواجهها حماس، والحاجة إلى طرح بديل قوي ومستقر».

وأضاف: «يمكن الافتراض أن زيادة نشاط الفصائل ذات التوجه الفكري الشبيه، في سيناء، وخاصة في الحرب الأهلية الوحشية في سوريا، تعزز دعمهم في الضفة».

وكانت وحدة إسرائيلية خاصة نجحت في قتل ثلاثة فلسطينيين في كمين قرب يطا جنوب الخليل.

وقال مسؤول من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت): «إن الجهاز علم من خلال عدد من الاعتقالات في وقت سابق أن الشبكة كانت تعتزم شن هجمات في الأيام المقبلة ضد أهداف إسرائيلية وضد السلطة الفلسطينية».

وقال المسؤول: «إن رجلين قتلا حين فتحا النار على ضباط كانوا يحاولون القبض عليهما في منطقة مدينة الخليل». وأضاف أنه «عثر في سيارتهما على عدد من العبوات الناسفة وبندقيتين».

وقال الجيش الإسرائيلي إن متشددا ثالثا قتل في اشتباك بالأسلحة النارية بعد الاشتباك الأول.

ونفت مصادر فلسطينية أن يكون للثلاثة أي صلة بـ«القاعدة» كما حاول الـ«شين بيت» الإيحاء بذلك، وقالت مصادر أمنية إنها خلية صغيرة وغير تابعة لتنظيم محدد.

وقال الـ«شين بيت» إن أفراد الخلية جهزوا غرفة سرية، واقتنوا وسائل قتالية، وأعدوا متفجرات، من أجل شن الهجمات.

وشيع الفلسطينيون أمس جثامين: محمود النجار، وموسى فنشة، ومحمد نيروخ.

وبذلك يرتفع إلى 24 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي في 2013 وفق إحصاءات للأمم المتحدة، معظمهم في الضفة الغربية.

وعد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، عملية الاغتيال بمحاولة إسرائيلية لإعادة الأمور إلى وضع في غاية التوتر وتحويل المنطقة إلى منطقة مشتعلة.

وقال للإذاعة الفلسطينية الرسمية: «إسرائيل تستغل انشغال العالم في قضايا دولية وإقليمية أخرى من أجل إشعال المنطقة».

وأضاف: «الحكومة الإسرائيلية تسعى بهذا التصعيد إلى إلغاء وشطب أي مناخ يمكن أن يقود إلى تقدم في العملية السلمية».

أما المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، فقال إن «العدو الإسرائيلي يجب أن يدفع ثمن أفعاله وألا تمر دون عقاب».

وأضاف: «إن هذه الجريمة البشعة والنكراء تستدعي حالة غضب وتصعيد ومقاومة فلسطينية عارمة ينخرط ويشارك فيها الجميع وكل أبناء شعبنا الفلسطيني وبكل قوة حتى يوضع حد لجرائم الاحتلال وانتهاكاته وثأرا لدماء الشهداء ودفاعا عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا».