لواء «أنصار المهدي» يخصص مكافأة مالية لمن يقبض على «عملاء النظام» في حلب

ينقلون معلومات عن الأسلحة والمقاتلين وتسببوا بسقوط عدد من البلدات

TT

يتهم معارضون سوريون الأجهزة الأمنية الرسمية بزرع عملاء لها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر في محافظة حلب شمال البلاد، بهدف التجسس على الفصائل المقاتلة ونقل المعلومات والقيام بأعمال تخريبية. ويرى ناشطون معارضون أن وجود هؤلاء «العملاء» يؤثر سلبا على سير المعارك الميدانية ويساهم في إسقاط عدد من البلدات بيد القوات النظامية، وفق ما قاله عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب ياسر النجار لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «أكثر من 30 عميلا تابعا للنظام قبض عليهم في منطقة مساكن هنانو قبل مدة، وفي حوزتهم أسلحة وذخائر».

ويوضح النشار أن «بلدة النقاريين بجوار منطقة المواصلات بحلب سقطت بيد القوات النظامية بسبب تسلل عملاء النظام إليها وإقامة خلايا نائمة فيها»، لافتا إلى أن «بعض الأشخاص الذين يجندهم النظام السوري هم من أبناء المنطقة، ما يخلق خلافات بين العائلات ويسبب فتنا ومشكلات».

هذا الواقع دفع كتائب المعارضة في حلب إلى شن حملة لاعتقال من تسميهم «عملاء النظام السوري»، إذ أعلن لواء «أنصار المهدي» التابع للجيش الحر عن «مكافأة مقدارها ألف دولار أميركي، لكل من يقبض أو يرشد اللواء إلى ما سماه (عميلا مسلحا للنظام) في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة».

كما أعلن اللواء عن «مكافأة أخرى مقدارها 200 دولار لكل من يقبض أو يدل على عميل غير مسلح»، مشيرا إلى أن «الهدف من ذلك حماية الفصائل المعارضة المقاتلة في المدينة وريفها».

وأوضح لواء «أنصار المهدي»، الذي يطلق عليه أيضا اسم «الشرطة العسكرية الثورية»، أنه «سيتعامل بسرية مع من يدلي بشهادته في هذا الموضوع، وأنه سيقبل «التوبة» من قبل من تثبت عليه تهمة التعامل مع النظام السوري».

ولا يقتصر حضور العملاء الذين يجندهم النظام لصالحه في المناطق السكنية فقط، وفق معارضين، بل يوجد عدد منهم داخل الكتائب العسكرية.

وفي هذا الإطار، اعتقل «لواء أحرار سوريا» عنصرين داخل «اللواء» قال إنهم «عملاء للنظام»، أحدهم دسه النظام داخل حلب القديمة والآخر دسه النظام داخل جبهة الليرمون الجوية، حيث اتبع كل شخص منهم عدة أساليب للدخول إلى صفوف اللواء وسعوا إلى إرسال المعلومات عن العدد الموجود بكل جبهة وعن السلاح والخطط العسكرية ومواعيد الهجمات.

وبحسب اللواء، فقد «اعترف المتهمون بأنه أكثر من مرة اقتحمت القوات النظامية مناطق في الجبهات، طبقا لمعلومات أفادوها بها، عن العدد والذخيرة والسلاح النوعي لمضادات الدروع وغيرها من الأسلحة، إضافة إلى المعلومات الخطيرة في الجبهات». ودفعت هذه الحادثة «لواء أحرار سوريا» إلى القيام بـ«حملة لتطهير اللواء من العناصر الفاسدة»، بحسب بيان صادر عنه، إذ فصل عدد من العناصر وجردوا من السلاح وأحيلوا إلى الهيئة الشرعية».

كما بث ناشطون معارضون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر شخصا انتمى إلى الجيش الحر بتكليف من النظام السوري للتجسس على الفصائل المقاتلة في حلب. ويظهر الفيديو اعترافات أدلى بها بعد اعتقاله من قبل عناصر لواء «حلب الشهباء» التابع للجيش السوري الحر. ويقول فيها إنه «وضع شرائح إلكترونية بأماكن وجود أفراد الجيش الحر لقصفها بالطيران الحربي وتسهيل وصول قناصين إلى مناطق المعارضة».