مصادر أمنية: اشتباكات مسلحة بين «العصائب» والصدريين في بغداد

بعد يومين من قرار مقتدى الصدر إعادة هيكلة «جيش المهدي»

جانب من مراسم تشييع جثمان عنصر من عصائب أهل الحق بالنجف قتل في سوريا أول من أمس (رويترز)
TT

أعلنت مصادر أمنية عراقية عن وقوع اشتباكات مسلحة بين حركة عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي وعناصر من التيار الصدري تنتمي إلى «جيش المهدي» في أكثر من منطقة ببغداد. لكن «العصائب» اعتبرت أن «ترويج مثل هذه الأخبار يهدف إلى إحداث وقيعة بين الطرفين».

وطبقا لمصادر أمنية فإن اشتباكات مسلحة وقعت أمس بين عناصر من جيش المهدي وعصائب أهل الحق المنشقة عن التيار الصدري في منطقة الزعفرانية في جانب الرصافة (جنوب شرقي بغداد) ما أسفر عن إصابة أحد عناصر جيش المهدي. وفي منطقة الشعلة ذات الغالبية الشيعية في جانب الكرخ من بغداد، أفاد مصدر أمني بأن اشتباكات مسلحة وقعت بين ميليشيات مسلحة لم يحدد هويتها، مشيرا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة ستة من الطرفين.

من جانبه، نفى أحمد الكناني، الناطق الرسمي باسم حركة «عصائب أهل الحق»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون الاشتباكات التي وقعت في منطقة الزعفرانية هي بين العصائب وجيش المهدي، بل هي بين مجموعة من المخمورين والسكارى اعتدوا على أحد المارة في الطريق، وهو ما أدى إلى حصول أزمة بين الطرفين وقد جرى حلها عشائريا».

وردا على سؤال بشأن الأسباب التي تجعل كل اشتباكات، حتى لو كانت عشائرية أو شخصية، وكأنها اشتباكات بين «العصائب» و«جيش المهدي»، قال الكناني إن «هذه المشكلة نواجهها دائما بالفعل، ونعتقد أن الدافع الرئيس وراء ذلك هو إحداث المزيد من التوتر بين الطرفين كونهما قوتين موجودتين في الشارع ولهما تأثيرهما، يضاف إلى ذلك أن مثل هذه المسائل تندرج في إطار إحداث فتنة طائفية في الشارع العراقي وتحميلنا وجيش المهدي مسؤوليتها». وأكد الكناني أن «العلاقة بين العصائب والتيار الصدري طبيعية الآن، ولا توجد بيننا أي مشاكل، بل نحن كثيرا ما نزورهم في المناسبات الاجتماعية وغيرها».

ويأتي الحديث عن هذه الاشتباكات بعد يومين من القرار الذي اتخذه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بإعادة هيكلة جيش المهدي في بغداد وضواحيها عبر تشكيل لجنة سرية تقوم بالهيكلة. وقال الصدر في بيان له إنه «حيث انتهت المقاومة العسكرية للمحتل بعد انسحابه الرمزي، وحيث بدأت بعض المفاسد والمظالم تطفو على الساحة العراقية وتنسب لجيش (الإمام المهدي) زورا أو صدقا، صار لزاما علي حفظ سمعة هذا الجيش العقائدي وتجنب المشاكل في هذه الفترة لتجنيب الشعب العراقي ويلات العنف والصدام».

وأضاف الصدر: «ولأجل أن لا يستغل هذا الجيش من قبل أفراده أو من قبل بعض مبغضيه والمنشقين عنه، صار لزاما علي (إعادة هيكلية) هذا الجيش العقائدي في العاصمة بغداد وضواحيها وأطرافها أجمع»، متابعا: «الكل يجب أن يطيع هذا الأمر بلا نقاش، وأن يكون خلال هذه الفترة ذاكرا لله ومستغفرا، وأن تكون العبادة والتكامل العلمي عمله حصرا، على أن تشكل لجنة سرية تقوم بواجبها إزاء هذه (الهيكلة)، فعلى الجميع التعاون معها، ومن يعصها فهو عصيان لنا آل الصدر».

وكان الصدر أعلن رفضه لاستعراض عسكري نظمه «جيش المهدي» في محافظة ديالى، واصفا إياه بـ«البغيض»، وأكد أنه ضد «توجهات التيار الوحدوية والعصيان الواضح للمرجعية»، وفيما قرر حل «جيش المهدي» في المحافظة وطرد العناصر التي شاركت في الاستعراض من التيار الصدري، شدد: «لعنهم الله وجنبنا حقدهم وعصيانهم».

وكان زعيم التيار الصدري، أعلن في الثامن من يوليو (تموز) الماضي عن تشكيل لجنة ترعى «جيش المهدي» باسم «لم الشمل».