آلاف الأوكرانيين ينتفضون ضد الرئيس لرفضه الشراكة مع أوروبا

الشرطة تتصدى بعنف للاحتجاجات.. والمعارضة تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة

تظاهرات واسعة في كييف أمس احتجاجا على رفض الرئيس التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي (أ.ب)
TT

احتدم الغليان الشعبي في أوكرانيا أمس غداة رفض الرئيس فيكتور يانوكوفيتش توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. فقد فرقت شرطة مكافحة الشغب بعنف حشودا كبيرة من المتظاهرين توافدوا منذ فجر أمس إلى «ساحة الاستقلال» بالعاصمة كييف استجابة لدعوة المعارضة، التي صعدت سقف مطالبها وباتت تصر على رحيل الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وفيما تسبب تدخل الشرطة في إصابة العشرات بجروح واعتقال كثير منهم، عبر السفير الأميركي في أوكرانيا السفير جيفري بيات في تغريدة له على «تويتر» عن إدانته لأي «عنف ضد متظاهرين مسالمين».

وبحسب شهود عيان، فإن الهجوم بدأ فجر أمس في «ساحة الاستقلال»، حيث كان نحو ألف متظاهر من أنصار المعارضة لا يزالون متجمعين بعد تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص مساء أول من أمس احتجاجا على رفض الرئيس يانوكوفيتش التوقيع على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وكتب النائب أندريه شيفشنكون على حسابه على موقع «تويتر»: «جرى تفريق التظاهرة بشكل وحشي وهناك عشرات الجرحى وعشرات الموقوفين». وأضاف هذا النائب وهو من المعارضة أن «أوكرانيا لم تشهد حتى الآن مثل هذه الأحداث».

وأكد مصدر في شرطة في كييف أنه جرى اعتقال 31 شخصا بتهمة «الشغب ورفض الانصياع»، قبل أن يطلق سراح غالبيتهم في وقت لاحق.

ونشر الموقع الإخباري المقرب من المعارضة «أوكرانسكايا برافدا» صورا وأشرطة فيديو تظهر متظاهرين والدماء تغطي وجوههم. وفي مكان المظاهرة، قالت متظاهرة تدعى ماريا تشاليخ: «كنا نرقص ونقفز ونرفع شعارات سلمية». وأضافت هذه الطالبة التي تبلغ من العمر 17 عاما «بعدها بدأوا بضرب الجميع دون تمييز، ضربوا كبار السن والبنات وهناك طفل غطت الدماء وجهه. الناس بدأوا بعدها بالبكاء والصراخ ومنهم من أغمي عليه». وتابعت أن قوات مكافحة الشغب قامت بجر المتظاهرين وانهالت عليهم بالركل. وأشارت إلى أنها هي أيضا فقدت وعيها لتصحو وتجد نفسها داخل سيارة إسعاف. وأكدت إصابة عشرات المتظاهرين بجروح. وروت شابة أخرى في مقطع فيديو نشره الموقع المقرب من المعارضة «أوكرانسكايا برافدا» الأحداث نفسها، وقالت: «لقد حاصرونا ثم بدأوا بالتقدم وضرب الجميع الرجال والنساء، الناس كانوا يسقطون، وكانوا ينهالون عليهم بالضرب».

وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فإن نحو ألف شخص كانوا يتجمعون في الساحة التي سيطرت عليها قوات الشرطة. وأعلن آرسيني ياتسينيوك، المقرب من رئيسة الوزراء السابقة والمعارضة التي تقضي عقوبة السجن لوليا تيمشنكو، أن المعارضة تحافظ على دعوتها تنظيم احتجاجات ظهر اليوم الأحد في «ساحة الاستقلال»، مطالبا وزير الداخلية بتقديم تفسيرات لما حدث واستقالة الحكومة. وقال ياتسينيوك وفقا لبيان صادر عن حزبه (حزب الوطن): «نطالب باستقالة الحكومة وهذا الوزير الذي فض تظاهرة سلمية مؤيدة لأوروبا. مطالبنا هي استقالة زاكارتشينكو (وزير الداخلية) والتحقيق معه وملاحقته، واستقالة الحكومة والرئيس وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة». وأضاف «سنلتقي كافة سفراء الاتحاد الأوروبي ونتوجه إلى شركائنا الغربيين». وتابع القيادي المعارض الذي يرأس كتلة حزبه في البرلمان «اتخذنا قرارا مشتركا لثلاثة أحزاب معارضة بتشكيل قيادة مقاومة وطنية». وقال «بدأنا التحضير لإضراب عام».

واجتمع قادة أحزاب المعارضة الثلاثة الرئيسة المؤيدة للتقارب مع أوروبا أمس بعد أن فرقت قوات الأمن بعنف ما يقارب الألف متظاهر في ساحة الاستقلال. وجاءت هذه التطورات، على خلفية رفض يانوكوفيتش التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي ندد به الأوروبيون واعتبروا أنه يأتي استجابة للضغوط الروسية. وقال ياتسينيوك: «نطالب بإجراء دراسة لإمكانية إزاحة رئيس البرلمان، وإجراء انتخابات قبل عام 2015».

من جانبه، تحدث فيتالي كليتشكو بطل الملاكمة الشهير والمرشح للانتخابات الرئاسية الأوكرانية ورئيس حزب «أودار» عن «خيانة عظمى»، ووعد بـ«القيام بكل شيء» لإقصاء السلطة القائمة. ووفقا لموقع «أوكرانسكايا برافدا»، منع قادة المعارضة مساء أول من أمس من المشاركة في برنامج سياسي تبثه على الهواء قناة محلية خاصة. وجرى إلغاء الجزء الثاني من البرنامج الذي كان من المفترض أن يشارك فيه معارضون سياسيون وحل محله برنامج آخر.