رئيس وزراء باكستان يزور أفغانستان ويعد بمساعدتها على إحلال السلام

نواز شريف يتعهد بتسهيل المحادثات بين المبعوثين الأفغان وقيادي مهم في طالبان

حميد كرزاي (وسط يمين) أثناء ترحيبه بنواز شريف (وسط يسار) في كابل أمس (أ.ب)
TT

تعهد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس في كابل بدعم الجهود الأفغانية للتوصل إلى سلام مع حركة طالبان ومساعدة المفاوضين على لقاء قائد كبير سابق للمتمردين. وكرر شريف أثناء زيارته كابل لإجراء محادثات مع الرئيس حميد كرزاي القول إن حكومته أطلقت سراح القائد السابق الملا برادار الذي تعده أفغانستان شخصية مهمة من أجل حمل حركة طالبان إلى طاولة المفاوضات. وقال شريف خلال مؤتمر صحافي «أي شخص يرسله الرئيس الأفغاني إلى باكستان للقاء الملا برادار فسنحرص على تنظيم مثل هذه اللقاءات».

وتعد زيارة شريف التي دامت يوما واحدا الأولى له إلى أفغانستان منذ توليه مهامه في مايو (أيار) الماضي وهي تأتي وسط توتر العلاقات بين الرئيس كرزاي وواشنطن على خلفية الاتفاقية الأمنية الثنائية بين أفغانستان والولايات المتحدة التي تحدد دور الجنود الأميركيين الذين سيبقون في البلاد بعد انسحاب قوات الأطلسي السنة المقبلة.

وقال شريف «الأساس لسلام دائم في أفغانستان في عام 2014 وما بعده يكمن في تسوية سياسية شاملة». وأضاف «من الضروري وقف دوامة العنف المدمرة، إن باكستان ستواصل مد عملية السلام الأفغانية بكل التسهيلات الممكنة».

وتلعب باكستان دورا مهما في عملية السلام في أفغانستان المجاورة لأنها كانت من أبرز داعمي نظام طالبان أثناء حكمه بين 1996 و2001 في كابل ويعتقد أنها تؤوي بعض قادة الحركة أيضا. ويتهم بعض الأطراف في الدولة الباكستانية أيضا بتمويل حركة طالبان كما سبق للرئيس الأفغاني أن تحدث عن ملاذات آمنة لحركة طالبان في باكستان باعتبارها أساس التمرد.

ومن جانبه، قال كرزاي بعد اللقاء «لا شك في أنه بعد تولي شريف السلطة، توسع نطاق التعاون والعلاقات مع أفغانستان». وأضاف «لقد بحثنا اليوم كيفية التحرك في عملية السلام ودور الأميركيين في هذه العملية وكيف يمكن لأميركا وباكستان وأفغانستان أن تتعاون معا»، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وتأتي زيارة شريف أيضا بعد أسبوع من زيارة قام بها إلى باكستان وفد من المجلس الأعلى الأفغاني للسلام المكلف بفتح جسور مع طالبان لإقناعهم بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الرئيس كرزاي أملا في إرساء الاستقرار في البلاد. وخلال الأشهر الأخيرة وبناء على طلب كابل أفرجت إسلام آباد عن الكثير من عناصر طالبان المعتقلين في سجونها بمن فيهم الملا برادار الذي كان مساعد قائد حركة طالبان على أمل إقناع قادة الحركة بالتفاوض مع سلطات أفغانستان. لكن هذه المبادرات لم تثمر حتى الآن.

وتأتي زيارة شريف في حين تضغط الولايات المتحدة على الرئيس كرزاي كي يوقع على اتفاقية أمنية تضع أطرا لبقاء قوات أميركية في البلاد بعد انسحاب الجنود الـ75 ألفا من الحلف الأطلسي نهاية 2014. ويثير هذا الانسحاب مخاوف من اندلاع سلسلة جديدة من أعمال العنف في البلاد التي تواجه تمرد حركة طالبان منذ 12 سنة رغم الإمكانات العسكرية الهائلة التي استخدمها الحلف الأطلسي من دون التمكن من احتواء التمرد.