اغتيال أبرز منظمي اعتصام الفلوجة في هجوم مسلح وسط المدينة

قادة المظاهرات يحملون الحكومة المسؤولية عن استهداف الشيخ خالد الجميلي

TT

في حين تقترب المظاهرات التي انطلقت في المحافظات الغربية من العراق، بدءا من مدينتي الرمادي والفلوجة، من نهاية عامها الأول، قتل أمس أبرز قادة الحراك الشعبي الشيخ خالد حمود الجميلي في هجوم مسلح شنه مسلحون مجهولون عند مدخل المدينة ومقابل ساحات الاعتصام.

وأفاد شاهد عيان من أهالي المدينة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» بأن «سيارة الشيخ المغدور خالد الجميلي اجتازت نقطة التفتيش العسكرية عند مدخل المدينة وعلى بعد 100 متر منها اعترضتها سيارة سوداء من الجهة المعاكسة للسير وعلى متنها أربعة مسلحين»، مشيرا إلى أن «أحد المسلحين ترجل من السيارة ووجه مسدسا مجهزا بكاتم للصوت باتجاه الشيخ الجميلي وأرداه قتيلا». ويمضي المصدر قائلا: «في هذه الأثناء وخلال هروب المسلحين إلى جهة مجهولة نزل سائق القتيل وحارسه من السيارة وبدأ الأخير بإطلاق النار عشوائيا غير أن القائمين على نقطة التفتيش العسكرية عنفوه لأنه لم يطلق النار باتجاه المسلحين الذين لم تستطع القوة العسكرية ملاحقتهم».

من جهته، قال الشيخ رافع المشحن الحردان، شيخ قبائل الجميلات في العراق وأحد قادة الحراك الشعبي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «عملية اغتيال الشيخ خالد حمود الجميلي تندرج في إطار حملة التصفيات ضد شيوخ العشائر والكفاءات، والآن يبدو أن الدور جاء على علماء الدين». وأضاف الحردان أن «الجهة التي اغتالت الشيخ خالد هي جهة مأجورة تعمل لصالح الحكومة والهدف هو تصفية الأصوات الوطنية التي تنادي بالحقوق المشروعة للمظلومين». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان لتنظيم القاعدة دور في عملية الاغتيال، قال الشيخ الحردان إن «(القاعدة) متورطة لأنها كانت تعمل لصالح جهة والآن هي تعمل لصالح جهات حكومية مرتبطة بالخارج (في إشارة إلى إيران)، وبالتالي فإن دائرة اغتيال الشيخ خالد لا تخرج عن هذه الجهات»، مضيفا أن «الحكومة تكيل بمكيالين في مجمل تصرفاتها وأن الشيخ خالد الجميلي يرفض الحلول الوسط وهو متقاطع معها لهذه الأسباب».

بدوره، عد الشيخ عبد الرزاق الشمري الناطق الرسمي باسم ساحة الاعتصام في الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حادثة اغتيال الشيخ خالد الجميلي تشبه إلى حد كبير حادثة اغتيال الشيخ قاسم المشهداني»، مؤكدا أن «هذه الحوادث تقف وراءها يد واحدة وأن الحكومة تتحمل المسؤولية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن مثل هذه الأعمال». وأوضح الشمري أن «هذه ليست الحادثة الأولى حتى يمكن التعامل معها لكونها حصلت بالمصادفة بل إنها تكررت مما يجعلنا نكرر مخاوفنا من أن هذه الاستهدافات مقصودة».

وفي تطور لاحق أمس، أعلن مصدر في شرطة محافظة الأنبار أن قوة أمنية اعتقلت أحد قتلة الجميلي بعد نحو ساعتين على اغتياله. وقال المصدر في تصريح إن عملية اعتقال المشتبه به «جاءت بعد الاشتباه بسيارة كان يستقلها في المنطقة ذاتها»، مشيرا إلى أن «القوة نقلت المعتقل إلى مركز أمني للتحقيق معه».

وتأتي عملية اغتيال الجميلي في وقت تستمر فيه المفاوضات بين محافظ الأنبار ورئيس الوزراء نوري المالكي إثر تفويض ساحة اعتصام الفلوجة للمحافظ بإجراء مباحثات مع الحكومة المركزية من أجل تحقيق المطالب المشروعة للمتظاهرين. وبينما أعلنت ساحة اعتصام الفلوجة أنها لم تخول المحافظ التفاوض مع الحكومة واستمرت خطب الجمعة في نقد النهج الحكومي ضد أبناء المناطق الغربية ذات الغالبية السنية، فإنها لم تعلن رفضها لما قد يترتب على المفاوضات من نتائج.