فيلم وثائقي عن «مخيم الزعتري» يلقي الضوء على معاناة السوريين بعيون عاملي الإغاثة

أنتج بالتعاون مع موقع «ياهو» ويعرض في 15 حلقة قصيرة

TT

تحت عنوان «يوم في مخيم الزعتري» اختارت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع موقع «أخبار ياهو»، أن تلقي الضوء على حياة اللاجئين السوريين في الأردن، حيث تحول المخيم إلى «مدينة» من الخيم، وسط الصحراء قرب الحدود الأردنية - السورية، موطنا لأكثر من 120 ألف لاجئ فروا من الحرب في سوريا.

ويأتي وثائقي «يوم في حياة مخيم الزعتري» الذي يعرض على 15 حلقة مدة كل منها أربع دقائق، بعد جهد متواصل بذله عمال المنظمات غير الحكومية لتوفير أبسط متطلبات الحياة من مأوى وكهرباء وماء، وكذلك التعليم لأكثر من 60 ألف طفل دون الـ18 عاما والرعاية الصحية الأولية لهم.

وإضافة إلى شهادات متطوعي الإغاثة الذين تعاونوا وبذلوا جهودا كبيرة لتحسين حياة العائلات النازحة قدر الإمكان، ينقل أندرو هاربر، ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، في إحدى حلقات الوثائقي، تجربته مع العائلات الهاربة من الموت. بينما يقول مدير المخيم كيليان كلاينشميت: «إنشاء مدينة جديدة في أي مكان يستغرق 20 عاما، لكننا قمنا بذلك هنا خلال أشهر، وها هي تتحول الآن إلى حقيقة واقعة».

ويلقي المسلسل الضوء على برنامج «السوريون يضمدون جراح السوريين»، يقوم من خلاله أطباء لاجئون، بمعالجة مواطنيهم في مخيم الزعتري إلى جانب العاملين في المنظمات غير الحكومية.

وفي مكان ليس ببعيد عن منطقة الخطر، يظهر المسلسل مغامرة عبور الحدود من قبل عائلات اللاجئين الفارين إلى الأردن تحت نيران القناصة والمدافع، وهم يروون معاناتهم والأيام القاسية التي أمضوها تحت القصف.

ويقول هاربر: «قطع هؤلاء مسافة سبعة كيلومترات مشيا على الأقدام في الصحراء، وعليكم أن تتخيلوا كيف تسير امرأة مع أربعة أو خمسة أطفال وهم يحملون أمتعتهم كل هذه المسافة في الصحراء ليلا وهم يحاولون تجنب إطلاق النار عليهم؟»، مضيفا: «أهم ما في الأمر هو كيف تنقذ الفارين من الصدمات النفسية والإنسانية والكوارث التي تفوق الوصف في سوريا، وتنقلهم إلى بر الأمان».

وعن المخيم وأوضاع العائلات الموجودة فيه، تقول نداء ياسين، الناطقة باسم قسم الخدمات الاجتماعية في مخيم الزعتري، إن المملكة الأردنية «كانت ترى أن إنشاء مخيمات هو السيناريو الأسوأ، لكن تزايد عددهم بشكل كبير وعدم قدرة الحكومة الأردنية على تحمل الأعباء المادية لإقامتهم وتقديم المساعدات اللازمة لهم أدى إلى اتخاذ قرار إقامة العائلات في مخيم الزعتري، الذي يضم حتى الآن نحو 100 ألف لاجئ». وتؤكد ياسين في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين حرصت في إنشاء هذا المخيم على تأمين كل مستلزمات الحياة للعائلات السورية، آخذة بعين الاعتبار بشكل أساسي متطلبات الأطفال الذين يشكلون نسبة 50 في المائة من هؤلاء النازحين، وتؤمن لهم لهذه الغاية ثلاث مدارس، تسجل فيها 19 ألف طفل، يدرس لهم أساتذة متطوعون سوريون، وفق المنهج الدراسي الأردني. وأشارت إلى تسجيل ولادة ما بين 10 و12 طفلا يوميا في المخيم.

وتؤكد ياسين أن المفوضية تبذل أقصى جهدها لتأمين وسائل ترفيه لهؤلاء الأطفال الهاربين من الرعب والموت بحثا عن الأمن والأمان، وذلك من خلال توفير مساحات صديقة للبيئة للعب والترفيه ومراكز للحرف اليدوية ومكتبات عامة.

وفي حين تخضع العائلات السورية لإجراءات أمنية تمنعهم الخروج من المخيم من دون إذن مسبق من القوى الأمنية الأردنية الموكلة إليها هذه المهمة، تؤكد ياسين أنهم يعيشون حياة طبيعية لا تختلف عن مواطنيهم في المناطق الأردنية الأخرى، كما أنهم يديرون أعمالا تؤمن لهم دخلهم اليومي وتحرك الحياة الاقتصادية في سوق خاصة في المخيم.

وعن الهدف من هذا الوثائقي، يقول نك بيتشه، محرر أول في موقع «أخبار ياهو»: «وظفنا قدرات (ياهو) لنقل صورة حقيقية عن واقع المعاناة اليومية لآلاف اللاجئين»، مضيفا: «عندما تتابع أخبار الأزمة في سوريا وتشاهد الكثير من المقاطع المصورة، قد يختلط عليك الأمر وتفقد القدرة على فهم ما يجري هناك. لذا أردنا توضيح حقيقة الوضع وإلقاء الضوء على الضحايا الأبرياء الهاربين من الموت في سوريا، من خلال سرد الأحداث المعقدة بشكل مبسط على موقع (ياهو)، بعيون أولئك الذين يعملون لخدمتهم في المخيم».