الأردن يستضيف تمرينات منظمة حظر التجارب النووية العام المقبل

تجرى في منطقة البحر الميت بمشاركة 200 خبير وتكلفة 10 ملايين دولار

TT

أعلن محمد المومني، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن بلاده ستستضيف تمرين «التفتيش الموقعي الميداني المتكامل» التابع لمنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية وذلك خلال الفترة من مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) إلى السابع من ديسمبر (كانون الأول) 2014.

وقال المومني، وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع لاسينا زيربو، الأمين التنفيذي للجنة التحضيرية للمنظمة، إن بلاده فازت باستضافة التمرين بعد منافسة مع عدة دول ومن ضمنها المجر وأوكرانيا.

وأضاف أن اختيار الأردن للمرة الثانية جاء في جلسة عقدت في فيينا بمشاركة 90 من الدول الأعضاء في المنظمة في منتصف يونيو (حزيران) 2012.

وكانت جمهورية كازاخستان استضافت التمرين السابق عام 2008 والذي يعد أضخم تمرين ميداني للمنظمة حتى الآن.

وقال المومني إن تمرين التفتيش الموقعي الميداني المتكامل هو تمرين وهمي يحاكي الواقع، ولا تستخدم فيه مواد أو أسلحة نووية. ويختبر من خلاله جاهزية المنظمة للتحقق من أية تجارب نووية أينما كانت، خصوصا إن استدعى الأمر إرسال فريق من الخبراء الفنيين للتحري عن ذلك.

وأكد المومني أن التمرين سيكون له أثر كبير في رفع القدرات العلمية والفنية في المملكة، حيث إن الكوادر الوطنية المشاركة ستطلع على أحدث وأبرز ما تم التوصل إليه من تكنولوجيات ومعدات تستخدم حاليا في المجالات ذات العلاقة.

ولفت المومني إلى أن «نجاح الأردن في استضافة التمرين له أبعاد سياسية لا يمكن تجاهلها، حيث إنه يعزز من مكانة المملكة في مجالات التعاون الدولي وعدم التسلح والحد من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع».

من جانبه، حث زيربو إسرائيل وإيران ومصر على المصادقة على اتفاقية حظر الأسلحة النووية. وقال إن التمرين مهم لمنطقة الشرق الأوسط «حيث لا يزال إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فيها يمثل تطلعا ينبغي تحقيقه في أقرب وقت».

وأضاف زيربو أنه سيشارك في التمرين 200 خبير من شتى الاختصاصات ذات العلاقة بالجيولوجيا والفيزياء الأرضية والعلوم النووية والاتصالات والقانون والاستطلاع البصري والمساحة، بالإضافة إلى 20 مراقبا و20 مقيما وعدد من ممثلي إدارة المنظمة والصحافة المحلية والعالمية.

وقال إن تكلفة التمرين تبلغ 10 ملايين دولار تتوزع على جميع أعضاء المنظمة التي تضم 183 دولة. وأشار إلى أن التمرين سيجرى في منطقة البحر الميت بمساحة ألف كيلومتر مربع، حيث إن الطبيعة الجيولوجية والتشققات فيها تناسب إجراء هكذا تمرينات. وخلالها سترصد الإشعاعات النووية والنظائر المشعبة في الطبيعة وتجميعها وتحليلها وتقييمها، مؤكدا إقامة غرفة عمليات في منطقة البحر الميت تجمع فيها المعلومات بواسطة الخبراء من الطبيعة والمنطقة المستهدفة.

ويشار إلى أن المنطقة المستهدفة تقع قبالة الحدود مع إسرائيل حيث تقيم مفاعل ديمونة جنوب البحر الميت.

وكانت هيئة الأمم المتحدة أنشأت عام 1996 ما يسمى «منظمة الحظر الشامل للتجارب النووية» بهدف التأكد من حظر التجارب النووية بكل أشكالها تحت الأرض وفي الهواء وتحت الماء وحتى هذا التاريخ وقع على المعاهدة 183 دولة منها 161 صادقت عليها.

وكان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور استقبل زيربو والوفد المرافق الذي يزور الأردن. وأكد أن بلاده تعول على البرنامج النووي الأردني للأغراض السلمية في تخفيض تكلفة الطاقة وتنويع مصادرها، مشيرا إلى أنها ستراعي أعلى معايير الأمن والسلام النووي. وأكد النسور موقف الأردن وسياسته الثابتة الداعية إلى نزع أسلحة الدمار الشامل وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار العالمي.