السودان يؤكد أن مياهه الإقليمية مؤمنة من «عصابات القرصنة»

مسلحون يثيرون الرعب على الطريق بين الخرطوم وولاية كسلا

TT

أكدت الحكومة السودانية أن مياهها الإقليمية على ساحل البحر الأحمر تكاد تخلو من العصابات والقرصنة البحرية، في وقت أعلنت فيه الحركة الشعبية في شمال السودان عن تدميرها لمعسكر تابع للقوات الحكومية في جنوب كردفان.

وقال مدير شرطة ولاية البحر الأحمر اللواء حيدر أحمد سليمان، في تصريحات صحافية، إن المياه الإقليمية السودانية تكاد تخلو من أي عصابات قرصنة بحرية. وأضاف أن الأجهزة المختصة تراقب الأوضاع على ساحل البحر الأحمر عبر الطائرات والبوارج البحرية، معتبرا أن «المياه الإقليمية في ساحل البحر الأحمر لا بد من تأمينها لأنها محور مصالح عالمية، وحتى الآن الأوضاع مستقرة تماما». لكنه أضاف أن «التوترات التي تشهدها سواحل عدد من الدول أصبحت من مهددات آمن المنطقة»، وأن «المياه الإقليمية في البحر الأحمر أصبحت تستخدم للأغراض الأمنية والعسكرية بعد انتشار القرصنة».

من جهة أخرى، رفض وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل ما جاء بتقرير لـ«مجموعة الأزمات الدولية» من وجود «تهميش لشرق السودان» من قبل الحكومة المركزية، مؤكدا أن الشرق يمضي نحو تنمية شاملة ومتوازنة لم تحدث منذ استقلال بلاده، وأن شرق البلاد لم يشهد إطلاق رصاصة واحدة منذ اتفاق أسمرة عام 2006 بين متمردي جبهة الشرق وحكومة الخرطوم.

وكانت مجموعة الأزمات الدولية حذرت الأسبوع الماضي من أن تنامي حالة من الغضب في شرق السودان يمكن أن يعود به إلى الحرب التي ودعها عام 2006، ودعت المجموعة إلى وضع «آلية شاملة على المستوى الوطني» لتسوية النزاعات الدائرة بين الخرطوم ومناطق في دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، حيث يقول السكان إنهم مهمشون.

وقال إسماعيل، الذي ترأس وفد حكومته في المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق، إن توصيف شرق السودان بأنه مهمش من قبل الخرطوم غير صحيح، مؤكدا أن «الشرق يحكمه أبناءه»، وأن «هذا يتنافى مع دعاوى الظلم في قسمة الثروة والسلطة». ويشهد الطريق الرابط بين الخرطوم وولاية كسلا في شرق البلاد تحركات من مجموعات مسلحة، غير أن الحكومة تعتبر أن هذه المجموعات «عصابات نهب». وكشف مسؤول في تصريحات صحافية أن رحلات الحافلات من كسلا إلى الولايات الأخرى تجري بصحبة حراسة من السلطات الأمنية، موضحا أن بعض الحافلات ستعلق رحلاتها في حال عدم تمكن الجهات الأمنية من اقتلاع الظاهرة من جذورها.

إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحركة الشعبية في شمال السودان أرنو نقوتلو لودي، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجبهة، ممثلة الجيش الشعبي لتحرير السودان - شمال، تمكنت أمس من تدمير معسكر للقوات الحكومية في منطقة «فيو» في ولاية جنوب كردفان. وأضاف أن قواته كبدت الجيش السوداني خسائر في الأرواح والعتاد العسكري من مدافع وذخائر، مشيرا إلى أن هناك معارك ما زالت دائرة في منطقة «والي أبو سعدة» في جنوب كردفان مع القوات التي تبقت من الجيش الحكومي.