العاهل الأردني يؤكد دعم تطلعات الشعب الليبي

أوضح حرص بلاده على أن تكون نموذجا للتعايش الديني

TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله أمس رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، دعم بلاده الكامل والموصول لتطلعات الشعب الليبي وآماله في بناء دولته والحفاظ على أمنها واستقرارها.

وحسب بيان للديوان الملكي الأردني، شدد الملك عبد الله الثاني على أهمية تعزيز وحدة وتماسك الشعب الليبي، ومساعيه في تدعيم الديمقراطية والحوار الوطني، وجهود إعادة إعمار ليبيا ومؤسساتها، بما يمكنها من تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها، وترسيخ دعائم الأمن وصولا إلى مرحلة الاستقرار.

وبين في هذا الصدد أن الأردن مستعد لتقديم مختلف أشكال المساعدة للأشقاء الليبيين، خصوصا في مجال بناء القدرات وتطوير المؤسسات وتوفير الاحتياجات الطبية والإنسانية، داعيا إلى تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين البلدين.

وجرى خلال اللقاء، الذي تناول مجمل القضايا والتطورات في الشرق الأوسط، استعراض مجالات التعاون الثنائي، بما يعزز أواصر العلاقات الأخوية ويفتح آفاقا أوسع للنهوض بها، ويوفر فرصا للقطاع الخاص ورجال الأعمال للمساهمة في جهود إعادة إعمار ليبيا. كما أوضح رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، خلال اللقاء، أنه جرى الاتفاق مع الجانب الليبي على أهمية التأسيس لعلاقات استراتيجية حقيقية بين البلدين تعززها المصالح المشتركة، واستعداد الأردن للتعاون مع ليبيا وتزويدها باحتياجاتها من الخبرات الأردنية في جميع القطاعات.

من جهة أخرى، أكد العاهل الأردني حرص بلاده على أن تكون نموذجا للمحبة والتعايش الديني بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية. وجاء ذلك خلال استقباله أمس وزير خارجية الفاتيكان، دومينيك مامبرتي، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات بين الأردن والفاتيكان بما يسهم في ترسيخ قيم التسامح والمحبة والوئام بين الأمم، إضافة إلى آخر مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط.

وأشار العاهل الأردني إلى مبادرة «كلمة سواء»، والمؤتمر الذي عقد في الأردن العام الحالي حول التحديات التي تواجه المسيحيين العرب، والتوصيات التي خرج بها للمحافظة على الوجود المسيحي في المنطقة، ونبذ العنف الطائفي والمذهبي. كما تطرق اللقاء إلى جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولة، حيث شدد العاهل الأردني على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وفي هذا الصدد، أشار الملك عبد الله الثاني إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ومحاولاتها تهويد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والتي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا أهمية دور الفاتيكان في دعم الجهود الهادفة إلى المحافظة على هوية مدينة القدس، وحماية المقدسيين من خلال تعزيز وجودهم وحماية حقوقهم في المدينة.

وفي الوقت الذي دعا فيه الملك عبد الله الثاني إلى توحيد جهود جميع الكنائس لمواجهة الممارسات الإسرائيلية، أكد أن اتفاقية الوصاية التاريخية للهاشميين على الأماكن المقدسة في القدس، التي وقعت بين الأردن وفلسطين، «مسؤولية نفخر بحملها».