تايلند: المتظاهرون يقتحمون مقر الحكومة من دون مقاومة

واشنطن تدعو إلى الحوار لإنهاء الأزمة.. وزعيم الاحتجاجات يتعهد بمواصلة التظاهر حتى استقالة الوزارة

فرحة المتظاهرين المطالبين بتنحي رئيسة الوزراء التايلندية ينغلوك شيناواترا عقب اقتحامهم المجمع الذي يضم مقر الحكومة بكثافة دون أن يواجهوا مقاومة في العاصمة بانكوك أمس (رويترز)
TT

تعهد زعيم المظاهرات المعارضة للحكومة في تايلند بمواصلة الاحتجاجات رغم سماح الشرطة التايلندية لمئات من المتظاهرين المناهضين للحكومة بدخول مقرها في بانكوك بعدما أزالت جميع الأسلاك الشائكة من حوله ومن أمام مقر رئيسة الوزراء التايلندية ينغلوك شيناواترا، وقال سوثيب توجسوبان مخاطبا المتظاهرين إن «المظاهرات ستتواصل حتى استقالة حكومة شيناواترا».

واقتحم المتظاهرون المطالبون بتنحي رئيسة الوزراء التايلندية بكثافة أمس المجمع الذي يضم مقر الحكومة من دون أن يواجهوا مقاومة، على ما أفاد به صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية.

وأدخل المعارضون للحكومة شاحنة إلى حرم المجمع، حيث خيمت أجواء احتفالية بعد انسحاب الشرطة منه لتفادي مواجهات جديدة وسط أجواء من التوتر الشديد المخيم منذ يومين.

وأعلن تايورن سينيم، أحد قادة المظاهرات، عند مقر الحكومة غرب العاصمة بانكوك، النصر وقدم الشكر للشرطة لأنها أوقفت دفاعها عن مقر الإدارة، بالإضافة إلى مكتب شرطة العاصمة.

وقبل دقائق، وخلال مؤتمر صحافي بث على التلفزيون، برر مركز إدارة الأزمة رحيل الشرطة. وقال اللفتانت كولونيل كاريسانا باتاناشاروين إنه «بهدف خفض التوتر بين المتظاهرين والشرطة، جرت إزالة الحواجز للسماح للمتظاهرين بدخول الحرم».

وفي اليومين الماضيين، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين الذين كانوا يحاولون دخول مقر الحكومة.

في غضون ذلك، أبدت الولايات المتحدة أول من أمس أسفها لوفاة أشخاص عدة بتايلاند في المظاهرات المناهضة للحكومة، داعية المعارضة ورئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا إلى استئناف الحوار لإنهاء هذه الأزمة السياسية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي: «إننا قلقون إزاء التوترات السياسية المستمرة في تايلاند، ونتابع باهتمام الوضع».

وأضافت أن «مظاهرات سلمية وحرية التعبير هي جوانب مهمة في أي ديمقراطية. إلى ذلك، العنف ومصادرة الأملاك الخاصة والعامة ليست وسائل مقبولة لحل أزمة سياسية». وأشارت بساكي إلى أن السفيرة الأميركية لدى تايلند، كريستي كيني، التقت شيناواترا إضافة إلى زعماء في المعارضة بهدف «تشجيعهم على إجراء حوار سلمي وعقلاني». وتابعت المتحدثة: «نأسف لخسارة أرواح في بانكوك بسبب أعمال العنف السياسية. ندين العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية، وندعو الأطراف كافة إلى ضبط النفس واحترام القانون». وحصلت مواجهات أول من أمس بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن التي تتولى حماية مقر الحكومة في بانكوك، حيث ارتفعت حدة التوتر. واستبعدت رئيسة الوزراء إقدامها على الاستقالة، في حين جرى إصدار مذكرة توقيف بحق المسؤول عن تسيير المظاهرات بتهمة «التمرد». وأدت هذه المواجهات التي استخدمت فيها قوات الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين قاموا بدورهم برشق عناصر الأمن بالحجارة، إلى سقوط عدد من القتلى وأكثر من مائة جريح خلال الأيام الأخيرة.

وتعد المظاهرات ضد رئيسة الوزراء ينغلوك شيناواترا وشقيقها ثاكسين رئيس الوزراء السابق الموجود في المنفى الذي ينسب إليه لعب دور أساسي في صناعة القرار في البلاد، الأكبر في بانكوك منذ أزمة عام 2010.