كيري يصل إلى تل أبيب اليوم وسط مخاوف من تصلب مواقف نتنياهو

إسرائيل تخفف الحصار على غزة وتصف حماس بـ«شرطي القطاع»

TT

يصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى إسرائيل اليوم (الأربعاء) في محاولة جديدة لدفع عملية السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن أجل تهدئة مخاوف إسرائيل بشأن اتفاق الغرب النووي مع إيران، وسط مخاوف من أن يؤثر الملف الأخير على عملية السلام.

ويصل كيري بعد أيام من المشاحنات بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، تبادلوا خلالها الاتهامات بـ«الضعف والتردد والتخبط» في التعامل مع ملف إيران. ويسعى كيري إلى فتح حوار مع إسرائيل بشأن الاتفاق النهائي المرتقب مع إيران، كما سيحاول ممارسة مزيد من الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل دفع المفاوضات مع الفلسطينيين.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إن كيري سيلتقي نتنياهو وسيحاول كسر الجمود الحالي في المفاوضات المباشرة، بعدما فشل في ذلك خلال الزيارات السابقة. وبحسب تلك المصادر، سيطلب كيري من نتنياهو تجاوز الأزمة الحالية وإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات.

كما سيلتقي كيري بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله من أجل بحث السبل الكفيلة لدفع المفاوضات نحو الأمام.

لكن أكثر ما يخشاه كيري هو «تصلب» موقف نتنياهو في الملف الفلسطيني نكاية بموقف الولايات المتحدة من الملف الإيراني.

وقالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن الدبلوماسية الأميركية تخشى من إحباط نتنياهو المحاولات الأميركية لدفع مفاوضات السلام، ردا على الموقف الأميركي من إيران.

وأشارت تصريحات متبادلة في اليومين الأخيرين إلى كثير من الشكوك وعدم الثقة بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية. وقال مسؤولون مقربون من نتنياهو إن أوباما كان «ضعيفا ومترددا» في التعامل مع إيران، ورد موظفون كبار في البيت الأبيض وفي مكتب وزير الخارجية الأميركي بوصف نتنياهو بـ«الضعيف واليائس»، مضيفين «نحن لسنا متحمسين لمعارضته الحادة».

وأمام هذا الجدل، حاول وزير المالية الإسرائيلي، يائير لابيد، التخفيف من حدة الاحتقان قبل وصول كيري، بقوله إن «الكنز الاستراتيجي الأكثر أهمية بالنسبة لنا أن لدينا سنوات طويلة من علاقة حميمة ووثيقة مع الولايات المتحدة». وأضاف: «أعتقد أنه أمر طبيعي أن تكون هناك خلافات في الرأي داخل الأسرة، طالما بقي ذلك داخل الأسرة». ومن المفترض أن يلتقي كيري بوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، لكن في واشنطن، بعد أن توجه الأخير من روما أمس إلى الولايات المتحدة وسينتظر كيري بعد عودته من جولته الشرق أوسطية الجديدة للقائه في العاصمة الأميركية.

والتقط الإسرائيليون الكلمات الدافئة لكيري قبل وصوله إلى إسرائيل مهنئا بانضمام إسرائيل إلى الدول الغربية في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وقال: «الولايات المتحدة تهنئ بضم إسرائيل إلى مجموعة الدول الغربية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدءا من مطلع يناير (كانون الثاني) 2014»، وأضاف: «في الوقت الذي يتصاعد فيه وباء اللاسامية، فإنه من المهمّ أكثر من أي وقت مضى أن يكون لإسرائيل صوت واضح تستطيع إسماعه في هذا المنتدى وفي كل مكان». ومن غير المعروف إذا ما كانت زيارة كيري ستتمكن من دفع المفاوضات المتعثرة، إذ يطالب الفلسطينيون بوقف البناء الاستيطاني بشكل مكثف وكبير والبدء في نقاش الخرائط. لكن في غضون ذلك، قررت إسرائيل التعاون في هذا المجال، إذ من المتوقع أن يعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إدخال تسهيلات خلال أيام على نقل مواد البناء إلى قطاع غزة، لاستخدامها في عدة مشاريع كبيرة تقوم بها منظمات دولية.

وتبنى يعالون توصيات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعد أن حذر مكتب تنسيق الأعمال في المناطق من أن مواصلة الحصار بهذه الطريقة قد تؤدي إلى فقدان الآلاف من فرص العمل في القطاع، وبالتالي الهروب نحو تصعيد الأوضاع الأمنية. وكانت إسرائيل حظرت إدخال مواد البناء إلى القطاع بعد اكتشاف نفق ضخم الشهر الماضي حفرته حركة حماس من القطاع إلى داخل إسرائيل.

وأول من أمس سمحت إسرائيل لمجموعة ضمت نحو 20 قاربا بتجاوز الأميال الستة التي حددتها للسفن الفلسطينية المبحرة قبالة شاطئ غزة. وقال منظمو الرحلة إنهم نجحوا في اختراق الحصار البحري كبداية لعمل طويل. ويأتي ذلك أيضا في ظل «رضا» إسرائيل عن أداء حماس على الحدود كما يبدو.

وقال قائد قوات الجيش الإسرائيلي في محيط قطاع غزة البريغادير ميكي ادلشتاين: «إن لحركة حماس وإسرائيل مصالح مشتركة». وأضاف خلال لقائه سكانا من القرى المحيطة بالقطاع: «إن 800 من عناصر الحركة يقومون على مدار الساعة بإحباط عمليات وإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل». وأردف: «حماس أصبحت فعلا شرطي القطاع».