الاتحاد الأوروبي يعرب عن قلقه حيال وضع المسيحيين في العراق

رئيس بعثة برلمانه يعد كردستان «ملاذهم الآمن»

TT

عبر رئيس بعثة البرلمان الأوروبي إلى العراق، ستراون ستيفنسون، عن أسفه لما يعانيه المسيحيون في العراق من تهديدات بالقتل وتهجير ومحاولات محو هويتهم الدينية والقومية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى وقف كل أشكال الدعم والمساعدات التي تقدمها للحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي. وكشف عن أن الكثير من المساعدات التي تمنح للحكومة العراقية لمساعدة المتضررين من المسيحيين «لا تعطى لهم ولا يعرف ماذا يحصل لها»..

وعد ستيفنسون في تصريحات نشرها موقع «الثقافات الكاثوليكية» أن إقليم كردستان «هو الملاذ الآمن الوحيد للمسيحيين والكثير من الأقليات العرقية الأخرى التي تركت أماكنها الأصلية وهاجرت إلى الإقليم حيث توفر لها الأمان وأصبحت بعيدة عن كل التهديدات التي تواجهها بالأخص في جنوب العراق، حيث أصبح شبه خال من أبناء هذه الطائفة».

جلال حبيب، مدير ناحية عينكاوة (شمال غربي أربيل) كشف لـ«الشرق الأوسط» عن أن هناك أكثر من 17 ألف شخص هاجروا من وسط وجنوب العراق وسكنوا في مدينة عينكاوة، مضيفا أن النزوح المسيحي «بدأ يزداد بشكل كبير منذ عام 2008 بعد الهجمات المتعددة التي قام بها الإرهابيون ضدهم في مناطق سهل نينوى التي تعد العمق الحقيقي للوجود المسيحي»، موضحا أن المسيحيين المهاجرين إلى الإقليم وبالتحديد إلى مدينة عينكاوة «هم من مختلف مدن ومحافظات العراق، خصوصا من بغداد والموصل والبصرة». وبين حبيب أن حكومة إقليم كردستان وفرت لهم جميع وسائل الراحة والأمان وكل الخدمات «من كنائس ومدارس يدرسون فيها بلغتهم الأم». وأضاف: «هم لا يعيشون في مخيمات، بل على العكس، فهم أحرار في التصرف والعمل ولهم دور فعال في الدوائر الحكومية ومنظمات المجتمع المدني».

ولم يخف ستيفنسون أن هذه الطائفة تواجه الآن «خطر الانقراض بسبب عمليات التطهير العرقي الواضحة والتفجيرات المستمرة والاغتيالات وعمليات الخطف». وأيده في ذلك آنو جوهر عبدوكا، رئيس مركز شلاما لشؤون المسيحيين في إقليم كردستان، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «حملات منتظمة للتطهير العرقي تنفذ ضد المسيحيين في وسط وجنوب العراق، وإن أعداد المسيحيين في العراق تتراجع يوما بعد يوم »، مشيرا إلى أن المناطق الكردية هي الوحيدة التي «يعيش فيها المسيحيون بأمان وسلام».

نهاد قاضي، رئيس منظمة الدفاع عن أتباع الديانات في العراق، عبر هو الآخر، عن مخاوفه على مستقبل المسيحيين في العراق، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية هي «المسؤول الأول عما يجري ضدهم لأنها لا توفر لهم الأمان ولا الحماية». كما دعا قاضي الحكومة العراقية إلى «بذل جهد أكبر لحماية هذا المكون الذي يتعرض لأكبر هجوم على مستوى الشرق الأوسط، وبالأخص في العراق الذي لم يتبق فيه الكثير من أتباع هذه الديانة»، مشيدا بدور سلطات كردستان في «توفير الأمان والحماية لهم».

يذكر أن المسيحيين كانوا يشكلون نسبة 3.1 في المائة من سكان العراق وفق إحصاء أجري عام 1947. وتراوح عددهم في ثمانينات القرن الماضي ما بين مليون ومليوني نسمة، لكن عددهم تراجع بسبب الهجرة خلال التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية تراجع بشكل حاد في أعقاب الغزو الأميركي عام 2003، وخصوصا بعد تزايد استهدافهم.