السلطة الأوكرانية تحذر المعارضة من «تصعيد»

3 رؤساء سابقين يدعمون المحتجين ضد تعليق الشراكة مع أوروبا

TT

حذرت السلطة الأوكرانية، أمس، المعارضة من تصعيد التوتر في كييف، حيث يتواصل الاحتجاج بعد تعليق عملية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

وقال رئيس الوزراء، ميكولا أزاروف، في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأولى منذ نزول المعارضة إلى شوارع كييف، إن «البرلمان عبر أمس عن الثقة بالحكومة. وهذا واقع يتعين على المعارضة وشركائنا في الخارج القبول به». وأضاف أزاروف: «أدعو إلى وقف تصعيد التوتر السياسي»، وذلك بينما حاول متظاهرون من جديد صباح أمس إقفال الطرق المؤدية إلى مقر الحكومة وسط كييف، وواصلوا احتلال ساحة الاستقلال، وأقاموا حواجز في هذا المكان الرمزي للثورة البرتقالية التي أوصلت إلى الحكم مؤيدين للغرب أواخر عام 2004.

وقد رد البرلمان الذي يهيمن عليه حزب «المناطق» الحاكم، أول من أمس، مذكرة لحجب الثقة فرض ضغط الشارع طرحها على المناقشة.

وتتهم المعارضة أزاروف «ببيع أوكرانيا إلى روسيا» وبأنه مسؤول شخصيا عن أعمال العنف التي قامت بها الشرطة في الأيام الأخيرة ضد المتظاهرين المؤيدين للانضمام إلى أوروبا. ولم يحدد أزاروف الشركاء الأجانب الذين تحدث عنهم في تحذيره. وأعرب القادة الأوروبيون صراحة عن استيائهم من التحول الأوكراني في قمة الشراكة الشرقية للاتحاد الأوروبي في فيلنيوس بوم الجمعة الماضي، واتهم بعض منهم كييف بتشجيع المتظاهرين.

وبينما يواصل آلاف الأشخاص التظاهر في كييف، قال أزاروف: «أريد أن أقول للناس إن زعماءكم يدفعونكم إلى ارتكاب جريمة. يريدون الاحتماء خلف حصانتهم النيابية ولا تتوافر لديكم أنتم الوسائل للاحتماء». وأكد أن «السبب الذي أدى إلى الاحتجاجات في الشارع لم يعد موجودا»، مذكرا بأن وفدا أوكرانيا سيتوجه الأربعاء إلى بروكسل لاستئناف المفاوضات حول اتفاق شراكة.

وأدى تغير موقف السلطة التي رفضت في اللحظة الأخيرة توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي استغرق إعداده ثلاث سنوات وتحولها إلى موسكو، إلى خروج المظاهرات غير المسبوقة منذ الثورة البرتقالية. وفي كييف، هتف المتظاهرون الذين حاولوا صباح أمس إقفال الطرق المؤدية إلى مقر الحكومة: «عار» و«استقل». وطالبوا باستقالة الحكومة وباستقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.

وقام يانوكوفيتش بزيارة رسمية أمس إلى الصين، أراد ألا يلغيها متذرعا بالمصالح الاقتصادية لأوكرانيا. وبقي نحو ثلاثة آلاف متظاهر أيضا صباح أمس في ساحة الاستقلال، حيث نصبت خيام لمواجهة البرد.

وفي خطوة تظهر الدعم السياسي للمتظاهرين، أعلن الرؤساء الثلاثة السابقون في أوكرانيا أمس دعمهم للحراك الاحتجاجي المؤيد لأوروبا، منبهين إلى احتمال أن تكون لهذه الأزمة «انعكاسات خطيرة» على سيادة هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعد رهينة التجاذبات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وكتب ليونيد كرافتشوك وليونيد كوتشما وفيكتور يوتشينكو في رسالة مفتوحة: «نعبر عن تضامننا مع التحركات السلمية لمئات آلاف الشبان الأوكرانيين». وأضافوا: «إن الأزمة السياسية العميقة المتنامية في أوكرانيا قد تكون لها انعكاسات خطيرة على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها».