سليمان والحريري يرفضان اتهامات نصر الله ويشيدان بالعلاقة التاريخية مع السعودية

دبلوماسي قطري ينفي أي تواصل مع دمشق ويؤكد دعم الشعب السوري

TT

شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في رد مباشر هو الأول من نوعه، على المواقف الأخيرة الصادرة عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، على أنه «لا يجوز أن نفسد في علاقاتنا التاريخية مع دولة عزيزة، وشعبها»، مسميا المملكة العربية السعودية، من خلال «توجيه التهم إليها جزافا من دون أي سند قضائي أو حقيقي أو ملموس».

وانتقد سليمان «التدخل في أزمات دولة أخرى»، مسميا سوريا، «لمناصرة فريق ضد آخر»، وقال إن «هذا التدخل من أي طرف أتى هو أيضا مدان، وكل هذا يجري للأسف وعدونا ينتظر ويحقق أهدافه الهدف تلو الآخر، واليوم حقق هدفا من أهدافه»، في إشارة إلى اغتيال القيادي بحزب الله حسان اللقيس منتصف ليل الثلاثاء/ الأربعاء. وأوضح أن «هذه الأهداف تتعلق كذلك بتحديد وجهة السلاح وكيفية الإفادة من القدرات الوطنية للدفاع عن السيادة والأرض، وأبرزها طاقات الشباب ومعاني التضحية والاستشهاد».

وجاءت مواقف سليمان التي أطلقها خلال احتفال في مدينة جبيل أمس، ردا على المواقف الأخيرة الصادرة عن نصر الله خلال إطلالة تلفزيونية مساء أول من أمس، انتقد خلالها أيضا «14 آذار».

وسأل نصر الله فريق «14 آذار» عما «فعله (رئيس الحكومة الأسبق ورئيس تيار المستقبل) سعد الحريري و(النائب) عقاب صقر لجهة مد المعارضة السورية بالسلاح»، وقال: «إن نسبة التأييد بين الشعب اللبناني لدخولنا إلى سوريا عالية، لأننا نعمل على حماية بلدنا، وسيأتي يوم يشكروننا فيه لأننا واجهنا الإرهاب».

واستدعت مواقف نصر الله سلسلة ردود من قوى «14 آذار»، جاء أبرزها على لسان الحريري الذي عد أنه «من تبرير الجرائم التي يشارك فيها في سوريا، إلى تبرير الدفاع عن المتهمين بارتكاب جريمة تفجير المسجدين في طرابلس، إلى تبرير كل أشكال التعمية على وظيفة السلاح في تدمير الحياة السياسية، خطا السيد حسن نصر الله مرة أخرى خطوات متقدمة على طريق تحريف الحقائق وذر الرماد في عيون اللبنانيين، الذين استمعوا إليه (مساء أول من أمس) في واحدة من أعلى تجليات الاستقواء وأوهام الانتصار المزيف».

واتهم الحريري نصر الله في بيان صادر عنه، بأنه «تسلق الاتفاق الإيراني - الأميركي ليطلق حملة غير مسبوقة تجاه كل من يخالفه الرأي في لبنان والمنطقة، ويعترض على سياسة زج لبنان في الصراع السوري وضمه إلى محاور الممانعة»، مشيرا إلى أنه «استطاع أن يخرج من صدره كل عوامل الكراهية التي يكنها للسعودية وقيادتها، وأن يسقط في وحول لغة لا أفق لها سوى تخريب علاقات لبنان العربية».

وذكر الحريري نصر الله بأن «حزب الله هو المتهم الرئيس بأخطر تفجير شهده لبنان وذهب ضحيته الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونسي أن حزبه هو المسؤول عن تفجير الحياة المشتركة بين اللبنانيين عموما وبين السنة والشيعة خصوصا». وتابع: «نسي أنه هو من أرسل جماعات إرهابية إلى الخبر في السعودية وإلى الأرجنتين وبلغاريا ونيجيريا والبحرين واليمن ومصر، وتناسى إلى ذلك كله أن تاريخ السعودية مع لبنان تاريخ مشهود له بالبناء والخير والسلام، خلافا لتاريخ حليفه النظام السوري الملطخ بدماء اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق».

وفي إطار الردود، آسف منسق الأمانة العامة لقوى «14 آذار»، النائب السابق فارس سعيد، لـ«تسرع نصر الله في رمي الاتهامات جزافا حول موضوع تفجير السفارة الإيرانية لدى لبنان»، ملاحظا أن «هناك تناقضا واضحا بينهم وبين قيادات أخرى تدور في الفلك الإيراني حول موضوع التفجير».

وعلى خلفية إشارة نصر الله إلى «عدم انقطاع خط التواصل مع قطر، رغم وجود خلاف في السياسة فيما يتعلق بسوريا»، وإعلانه عن لقائه موفدا قطريا قبل أيام، وقوله إن قطر «في الآونة الأخيرة ربما تعيد النظر في موقفها في المنطقة واستراتيجيتها»، أكد دبلوماسي قطري أن «بلاده لا تجري أي اتصالات مباشرة ولا غير مباشرة مع النظام السوري».

ونقلت وكالة الأنباء القطرية (قنا) عن مدير إدارة الشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية قوله إن بلاده لا تتواصل إلا «مع الممثل الشرعي لهذا الشعب المتمثل بـ(الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)». وأشار إلى أن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أكد لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي التقاه الاثنين الماضي في الدوحة، «وقوف قطر الثابت والدائم إلى جانب الشعب السوري ومطالبه العادلة، وترحيب دولة قطر بحل سياسي يضمن حقوق هذا الشعب المشروعة».