وزير خارجية قطر: يجب أن يذهب النظام السوري إلى لاهاي.. لا جنيف

العطية أكد أن «إيران ليست عدوا» رغم الخلافات بشأن دمشق

TT

أكد وزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية أمس تمسك بلاده بمحاسبة من «تلطخت أيديهم بالدماء» من النظام السوري، قائلا إن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد أي اهتمام بالتوصل إلى حل سياسي». وجاءت تصريحات العطية خلال ندوة حول السياسة الخارجية القطرية في معهد «تشاثام هاوس» في لندن أمس، حيث تركزت الأسئلة الموجهة له حول سوريا وإمكانية نجاح مؤتمر «جنيف 2» المرتقب عقده في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأوضح أن قطر «تقف بقوة إلى جانب الحل السلمي في سوريا، فبعد 3 سنوات تحطمت البلاد». وأضاف أن الهدف المرجو من اجتماع «جنيف 2» هو «تطبيق اجتماع جنيف 1 والهدف واضح»، أي نقل السلطة في سوريا بما في ذلك «السلطات الأمنية والعسكرية». وتابع أنه «بعد كل المجازر التي شهدناها في سوريا، يجب أن يذهب (أقطاب) النظام إلى لاهاي، لا إلى جنيف»، في إشارة إلى المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي. وأوضح: «كل من تلطخت أيديه بالدم يجب أن يذهب إلى لاهاي وآخرون يذهبون إلى سوريا». وبينما رأى أن الحكومة السورية لا تريد حلا سوريا، قال إن «قطر لا يمكن أن تكتفي بعملية الانتظار»، من دون أن يوضح ما هي الإجراءات التي تقوم بها. وطالب أيضا بالتحرك لتوصيل المساعدات الإنسانية للشعب السوري، خاصة مع فصل الشتاء وما يعانيه النازحون والمحاصرون داخل البلاد.

ورفض العطية استنتاج أحد الحضور بأن الموقف القطري من الحكومة السورية مبني على أسباب طائفية، قائلا: «أرفض هذا التصور.. كنا أفضل الأصدقاء لبشار الأسد، وذهبنا له أكثر من أربع مرات ونصحناه وحاولنا مساعدته» بعد اندلاع المظاهرات في درعا عام 2011. وأضاف: «قلنا له اذهب وقدم التعازي لأهالي درعا، نصحناه ولكن عندما قرر أن يقتل شعبه، وقفنا مع الشعب».

وردا على سؤال حول إمكانية مشاركة إيران في «جنيف 2»، امتنع عن تحديد موقف إيجابي أو سلبي، مكتفيا بالقول: «للشعب السوري حق القرار، لا يمكن أن نفرض عليهم الرأي». وأضاف: «هم سيقررون ونحن سندعمهم».

وقال الوزير القطري إن بلاده لديها علاقات مع إيران مبنية على أسس عدة على الرغم من الخلاف حول الملف السوري. وأضاف: «من الواضح أن قطر وإيران مختلفتان حول سوريا ولكن هناك الكثير من النقاط المشتركة، بما فيها التاريخ والتجارة». وأضاف: «نحن نختلف بقوة مع إيران حول سوريا ولكن لا نعدها عدوا».

وفيما يخص اتفاق الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران حول برنامجها النووي، قال: «نرحب بالاتفاق المرحلي الذي أبرم مع إيران في جنيف». ولكنه أردف قائلا: «المشاورات يجب ألا تكون على شكل 5+1 بل يجب أن تكون 5+2، مع مجلس التعاون الخليجي وإيران والدول الكبرى» أي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات تعني دول مجلس التعاون أيضا.

وتطرق العطية إلى مصر باختصار، قائلا إن العلاقات القطرية «مع دول العالم بناء على احترام السيادة والحكومة الشرعية وليس مع حزب معين أو شخص معين». وأضاف أن دستور قطر ينص على «دعم الشعوب في تقرير مصيرها ولذلك دعمنا الشعب المصري عندما حرر نفسه» في ثورته. ولفت إلى أن بلاده ستبقى ملاذا لـ«المظلومين» وستواصل استقبال الجهات المعارضة في المنطقة، موضحا أن هذا «دور مهم ومعقد» تلعبه قطر في المنطقة. وتابع أن دور «الوساطة» أيضا دور مهم لقطر، مما يفسر عملها على تقريب وجهات نظر الفلسطينيين. وكرر دعم الدوحة لمبادرة السلام العربية والسعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط وإقامة دولة فلسطينية. وقال: «إننا قلقون جدا من الوضع الحالي خاصة من حيث المستوطنات والقتل والذي يضعف جهود السلام».

وبدأ وزير الخارجية القطري كلمته في الحديث عن تاريخ بلاده و«استمرارية المبادئ التي بنيت عليها» على الرغم من التغيير في القيادة، في إشارة إلى تولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم الصيف الماضي. وأضاف: «ربما تغيرت الوجوه ولكن السياسة هي نفسها.. نؤمن بلعب دور بناء في المجتمع الدولي مع التواضع والثقة». كان من اللافت مستوى الحضور الرفيع خلال ندوة «تشاثام هاوس» من خلال حضور السفراء العرب لدى بريطانيا بالإضافة إلى مسؤولين من وزارة الخارجية البريطانية وحضور إعلامي واسع.