إدريس ينفي إعلانه استعداد مقاتليه للتحالف مع النظام السوري لقتال المتطرفين

نسب إليه تنازله عن شرط تنحي الأسد قبل مباحثات «جنيف 2»

TT

نفت هيئة أركان الجيش السوري الحر أمس تزويدها وزارة الخارجية الأميركية بتقرير حول تنامي دور التنظيمات الأصولية في سوريا، بحسب ما ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية التي اعتمدت في تقرير نشرته أمس على تصريحات نسبتها إلى رئيس هيئة الأركان اللواء سليم إدريس.

وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته أمس إلى أن «إدريس عبر عن استعداد عناصره للقتال جنبا إلى جنب مع القوات النظامية ضد الجماعات المتطرفة، في رسالة واضحة إلى الجيش السوري بأنه سيكون له دور مهم في مرحلة ما بعد الأسد، وأنه لن يعاني من الاجتثاث الذي أدى إلى حل الجيش العراقي بعد إطاحة الرئيس الراحل صدام حسين».

ونقلت «التايمز» في تقرير تحت عنوان «متمردون سوريون يعرضون انضمام قواتهم إلى جانب الجيش النظامي لهزيمة القاعدة»، عن إدريس قوله، إن «ثلاثة اتجاهات تتصارع في أرض المعركة في سوريا، هي النظام والثوار والجماعات المتشددة التي يتأكد ارتباطها بالقاعدة». وأفادت بأن إدريس «خفف من مطالبه قبل انعقاد محادثات السلام في جنيف المقررة الشهر المقبل»، قائلا إن «تنحي الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة لم يعد شرطا مسبقا ويمكن أن يعقب المفاوضات».

لكن ما نقلته «التايمز» عن إدريس نفاه المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر لؤي المقداد لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن «الصحيفة المذكورة لم تجر أي حوار مع اللواء إدريس». وأشار المقداد إلى أن «هذا الكلام لم يصدر عن إدريس الذي يؤكد دائما التزام الجيش الحر بحماية الشعب السوري ضد كل من يعتدي عليه، سواء كان النظام أو التنظيمات الشيعية المتطرفة التي تحارب إلى جانبه، أو تنظيمات «داعش» و«النصرة».

ويأتي هذا التضارب في تصريحات قادة الجيش الحر بعد رفضهم المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام المقرر عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل، متعهدين بمواصلة القتال خلال فترة المحادثات للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح المقداد أن إدريس «أدلى بحديث لجريدة (واشنطن بوست) الأميركية بخوص تشكيل جيش واحد بعد سقوط النظام لحماية الشعب السوري».

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن إدريس قوله، إن الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) «تحاول تحقيق سيطرة كاملة على المناطق المحررة». ووصف مسلحي «داعش» بأنهم «خطيرون جدا على مستقبل سوريا»، مضيفا أنه «إذا تنحى الأسد عن السلطة، فإن قواته جاهزة للانضمام إلى القوات الحكومية للقتال ضدهم».

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في سوريا خلال الفترة الماضية بين عناصر من الجيش الحر والتنظيمات الإسلامية المتشددة على خلفية تمدد الأخيرة في المناطق المحررة. وبحسب التقارير يقدر الجيش الحر في تقرير استخباري حول تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» امتلاك «داعش» نحو 5500 مقاتل أجنبي، فضلا عن «قدرتها على تجييش أكثر من 20 ألف مقاتل».

لكن رئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس أكد في تصريحات صحافية أمس، أن «قيادة الأركان لم تقدم هذا التقرير ولا تمتلك مثل هذه التقارير»، ودعا «الجميع للقتال ضد النظام السوري وإلى التحلي بأخلاق الإسلام وحماية أعراض وأرواح وممتلكات الناس جميعا».

وفي سياق منفصل، كشف الائتلاف الوطني المعارض عن اجتماع عقد بين رئيسه أحمد الجربا ورئيس هيئة أركان الجيش الحر لمناقشة تفاصيل الوضع الإنساني والعسكري الذي تعيشه مناطق الغوطتين في ريف دمشق، بحضور كل من رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة ووزير الدفاع في الحكومة أسعد مصطفى. وعرض طعمة، وفق بيان الائتلاف، تقريرا مفصلا عن «حجم الدمار الذي لحق بريف دمشق من جراء القصف الجوي العنيف الذي تتعرض له وفداحة الكارثة الإنسانية التي ألمت بالقلمون، حيث بلغ عدد المدنيين النازحين إلى لبنان من تلك المنطقة نحو 50 ألف مدني يعيشون وضعا إنسانيا صعبا وبحاجة إلى إغاثة عاجلة».

كما عرض وزير الدفاع آلية التنسيق بين الوزارة وهيئة الأركان للوصول إلى الأداء المتكامل للقوات المقاتلة على الأرض وحجم التسليح والذخائر التي تحتاجها في المعارك الدائرة على كل الجبهات. وكانت المعارضة السورية أعلنت تشكيل حكومة مؤقتة في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا. وذكر الائتلاف أن «اللواء إدريس قدم عرضا مفصلا حول الوضع العسكري ومركز الجيش الحر على كل الجبهات وفي كل المناطق وخصوصا في منطقة القلمون التي تشهد معارك شرسة بين قوات الجيش الحر وميليشيات حزب الله والميليشيات العراقية الطائفية التي تحتشد وتقاتل إلى جانب القوات النظامية».

ويأتي هذا الاجتماع قبل زيارة يعتزم رئيس الائتلاف القيام بها إلى الكويت، في أول زيارة رسمية يقوم بها «الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة» لدولة الكويت.