استنفار إسرائيلي على الحدود اللبنانية إثر اغتيال قيادي في حزب الله

الأدلة الجنائية بدأت عملها.. ولا معطيات دقيقة بشأن ظروف العملية

TT

بدأت التحقيقات في قضية اغتيال القيادي في حزب الله حسان هولو اللقيس ليل أول من أمس في الضاحية الجنوبية لبيروت، تأخذ مجراها، بينما رفع الجيش الإسرائيلي، خلال الساعات القليلة الماضية، من استنفار قواته على طول الحدود الجنوبية، تحسبا لأي تطورات عسكرية في أعقاب اتهام حزب الله إسرائيل بالعملية، وفق ما ذكرته «الوكالة الوطنية للإعلام»، الرسمية في لبنان.

وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه «لا معطيات دقيقة حتى الآن بشأن اغتيال اللقيس، بينما باشرت الأدلة الجنائية بجمع الأدلة وحصلت على الرصاصات التي أطلقت على الضحية وطلبت الحصول على الكاميرات الموجودة في محيط المكان». وأشار المصدر إلى أن «طريقة الاغتيال تظهر أن العملية نفذت على أيدي محترفين أعدوا لها بطريقة محكمة بعد درس المنطقة ومتابعة تحركات اللقيس بدقة».

وسيرت إسرائيل أمس على طول الحدود اللبنانية أمس دوريات راجلة ومدرعة للجيش الإسرائيلي، عملت عناصرها على مراقبة الوضع في الجانب اللبناني بواسطة مناظير، كما سجل صباحا تحليق طائرة استطلاع من دون طيار في أجواء مزارع شبعا - العباسية والغجر.

من جهتها، كثفت قوات «اليونيفيل» من دورياتها على طول الخط الأزرق، بهدف متابعة الوضع الميداني عن كثب على جانبي الحدود الجنوبية.

وفي إطار المتابعة السياسية، رأت كتلة حزب الله النيابية في اغتيال اللقيس «عدوانا صهيونا موصوفا ينطوي على أكثر من دلالة خطيرة تستدعي المزيد من الدقة لمواجهة خيار استهداف حركات المقاومة»، لافتة إلى أن «هذا الاستهداف العدواني طاول قائدا مجاهدا واكب المقاومة منذ انطلاقتها وتعرض لأكثر من محاولة إسرائيلية للنيل منه وقضى ابنه شهيدا، وله بصمات مميزة في تطور وفاعلية المقاومة».

وأكدت، الكتلة بعد اجتماعها الأسبوعي أمس، أن «هذا الاستشهاد سيرفع من وتيرة العزم والتصميم لدى المجاهدين لمواصلة التصدي للعدوان الصهويني وإحباط مفاعليه».

وتوالت المواقف اللبنانية المستنكرة لاغتيال اللقيس، وفي هذا الإطار، عد النائب آلان عون في كتلة «التغيير والإصلاح»، التي يترأسها النائب ميشال عون، أن «من قام بعملية الاغتيال حاول استغلال التوتر المذهبي الحاصل وتحريض اللبنانيين على بعضهم البعض عبر إعطاء العملية طابعا مذهبيا».

وأشار إلى أن «الحادثة جاءت على خلفية ما يحصل في المنطقة وفي سوريا والاتفاق الغربي الإيراني»، لافتا إلى أن حزب الله في دائرة الاستهداف الإسرائيلية، ويملك المعلومات حول الجهة المنفذة. وأضاف «تدهور الأوضاع في سوريا يؤدي إلى زيادة التوتر في لبنان، وما يحصل في طرابلس يشير إلى أن الأمور أصبحت خارج السيطرة وتحولت المدينة إلى ساحة حرب على غرار القلمون وحلب وحمص».

من جهته، أدان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن اغتيال القيادي في حزب الله، مؤكدا أن «المستفيد الأول والأخير من استهداف المقاومة هو العدو الإسرائيلي». ودعا في بيان «القضاء إلى أن يأخذ مجراه في هذه القضية، كما في كل القضايا المؤسفة، التي ضربت لبنان في الآونة الأخيرة، من طرابلس إلى الضاحية حتى انفجار السفارة الإيرانية».