الجيش الحر يفرض حظر تجول في النبك ويصد محاولات النظام لاقتحامها

«داعش» تخطف 51 مدنيا كرديا.. وتعدم مصورا عراقيا

TT

أعلنت غرفة عمليات الجيش السوري الحر في مدينة النبك بريف دمشق الشمالي، أمس، عن بدء تطبيق «حظر تجول» في المدينة ليلا، فيما يتفاقم الوضع الإنساني في المدينة. وبموازاة اشتداد المعارك في ريف دمشق، تصاعد التوتر شمال حلب، إثر اختطاف 51 كرديا على أيدي مقاتلين إسلاميين، بالتزامن مع مقتل مصور صحافي في الشمال.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باختطاف عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» 51 كرديا على الأقل من مدينة منبج وقراها ومدينة جرابلس، بينهم طفلان وسيدة وسبع فتيات، مشيرا إلى أن مصير المخطوفين «لا يزال مجهولا»، وأن الجهة التي اقتيدوا إليها غير محددة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن عملية الخطف «تأتي في إطار المعارك الطويلة» بين الأكراد والجهاديين، و«ما تفرضه الدولة الإسلامية من حصار على مناطق كردية في حلب».

وأكد متحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «بي واي دي» نواف خليل لـ«الشرق الأوسط» أن جميع المختطفين «مدنيون»، نافيا أن «يكون بينهم أي عسكري يتبع وحدات حماية الشعب الكردي، إذ لا وجود لنا في منبج كما لا وجود لوحدات حماية الشعب هناك»، مشددا على أنه «لا علاقة لهم بحزب الاتحاد الديمقراطي، واختطفوا لمجرد أنهم أكراد».

وأوضح خليل أن مصير المختطفين «لا يزال مجهولا، حين لا نعرف عنهم أي شيء»، معربا عن تخوفه من أن يكون مقاتلو «داعش» «يريدون التصعيد في هذه الفترة، ما ينذر بالأسوأ».

وكانت تسوية عقدت بين الأكراد وتنظيم «داعش» بعد حصار عفرين في الصيف الماضي، أفضت إلى التهدئة، خصوصا أن الأكراد لا ينتشرون في بقعة جغرافية محددة لهم، بل يتوزعون في قرى تضم عربا أيضا، بينما تختفي المظاهر المسلحة في تلك المناطق بهدف الحفاظ على أمن تلك المناطق.

ويصف الأكراد المنطقة التي اختطف منها المدنيون الـ51، بأنها «معقدة من الناحية الأمنية»، إذ تسيطر داعش على معظم أنحاء منبج الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمال حلب، ولا توجد فيها قوات حماية الشعب الكردي.

ويتخوف مراقبون من أن تكون هذه الحادثة طريقا إلى مواجهة واسعة مع «داعش»، وسط نقاشات تدور بين قوات الحماية الكردية، عن «ضرورة تطوير بعض مهامها». ويقول مصدر معارض شمال حلب لـ«الشرق الأوسط» إن الحواجز التي وضعها مقاتلو «داعش» في المنطقة الفاصلة بين إعزاز الحدودية، ومدينة حلب، وتحديدا عن مطار «منغ» العسكري، «رفعت أصوات فعاليات كردية كون تلك الحواجز تضايق المدنيين، وتفصل بعض القرى في عفرين عن مناطق أخرى يوجد فيها الأكراد». وقالت المصادر إن «بعض الأصوات في أوساط لجان الحماية الكردية، بدأت تطالب بتطوير مهمتها من دفاعية صرف، إلى المشاركة في بعض العمليات لمنع الاعتداءات على الأكراد»، مشيرا إلى أن الأكراد «يلومون الائتلاف والجيش الحر على سكوتهم عن اعتداء مقاتلي داعش عليهم».

ورفعت منظمة «حقوق الإنسان لغرب كردستان» الصوت، في بيان، أعلنت فيه أن «المجموعات المسلحة التابعة لداعش منذ عدة أيام تشن حملة اعتقالات وخطف للمدنيين الأكراد من رجال ونساء وأطفال في مدينة منبج، ولا تزال هذه العمليات مستمرة للآن»، مشددة على أن «كل ذلك يدخل ضمن الأفعال التي تشكل جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي».

وعلى جبهة اللواء 80 في حلب، التي شهدت خلال اليومين الماضيين تقدما لقوات المعارضة، اندلعت أمس اشتباكات عنيفة، واستهدفت القوات النظامية أماكن تمركز كتائب المعارضة بالقرب من مقر اللواء وفي تلة الشيخ يوسف وبالقرب من مبنى المواصلات.

في غضون ذلك، طرأ تطور جديد على جبهة القتال في القلمون في ريف دمشق الشمالي، وتحديدا في النبك، مع إعلان غرفة عمليات الجيش السوري الحر عن بدء تطبيق حظر تجول في المدينة بدءا من وقت الغروب، وحتى الساعة السابعة صباحا، حيث «يمنع التجول منعا باتا لأي سبب كان».

وأكّد بيان صادر عن الجيش الحر في القلمون، نقله «مكتب أخبار سوريا»، أنه «ستتم ملاحقة ومحاسبة كل شخص يطلق إشاعات كاذبة غايتها تضليل وتشويه الرأي العام، وسوف يُقدّم إلى محكمة عسكرية تحت الظروف الراهنة». وأشار البيان إلى أن الجيش الحر تمكن من صد محاولات قوات النظام لاقتحام المدينة من عدة محاور «وخلّف خسائر كبيرة بالآليات والعناصر»، مشددا على أنه «لا صحة للأخبار المتداولة عن سيطرة قوات النظام على وسط ومركز المدينة».

وفي العاصمة دمشق، تعرضت مناطق في حيي القابون وبرزة لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات النظامية، واستهدف القصف النظامي، وفق المرصد السوري، مناطق في حيي تشرين والحفيرية وشارع الحافظ، بموازاة تواصل المعارك في الغوطة الشرقية، كما قصفت القوات النظامية مناطق في حي الحجر الأسود مما أدى لسقوط جرحى.

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مسلحين مجهولين اغتالوا قائد لواء مقاتل جنوب دمشق، وذلك بإطلاق النار عليه في مخيم اليرموك»، فيما أكدت وكالة الصحافة الفرنسية أن مقاتلي «داعش»، أعدموا مصورا عراقيا مستقلا في شمال سوريا بعد خطفه. وقالت رئيسة مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة «مراسلون بلا حدود» سوازيغ دوليه لوكالة الصحافة الفرنسية إن «إعدام ياسر فيصل الجميلي، هو الأول لصحافي أجنبي في المناطق التي يطلق عليها اسم المناطق المحررة في سوريا»، في إشارة إلى الأراضي الخارجة عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.