وزير الخارجية المغربي السابق يرى أن الدبلوماسية تعبر عن توجهات الدولة لا وزير معين

العثماني: رغم الأموال التي سخرها الخصوم فإن الرباط في وضع مريح

TT

دافع الدكتور سعد الدين العثماني، وزير الخارجية المغربي السابق، بقوة عن طابع الاستمرارية الذي يطبع الدبلوماسية المغربية، بغض النظر عن تغير وزرائها. وقال العثماني إن السياسة الخارجية للمغرب تعبر عن توجهات الدولة وليس توجهات وزير أو قطاع معين.

وذكر على هامش ندوة نظمها المجلس المغربي للشؤون الخارجية، مساء أول من أمس بالعاصمة الرباط، أن مهمة الدبلوماسية تنحصر في الدفاع الخارجي عن إنجازات وأهداف الدولة، معدا في الوقت ذاته أن السياسة الخارجية للمغرب تسمها «استمرارية لا انقطاع، لأن هناك أوراشا انطلقت ولا يمكن توقيفها، بل يجب الاستمرار فيها». ووضع العثماني الدبلوماسية المغربية في إطارها الدستوري، مبرزا أن الدستور الجديد تضمن لأول مرة أسس اشتغال السياسة الخارجية من خلال تحديده لدوائر الأولويات وفي مقدمتها بناء الاتحاد المغاربي، وتعميق أواصر الانتماء إلى الأمة العربية والإسلامية، وتوطيد وشائج الأخوة والتضامن مع شعوبها الشقيقة. وشدد العثماني على أهمية تقوية علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الأفريقية، لا سيما مع بلدان الساحل وجنوب الصحراء، وكذا تنويع علاقات الصداقة، والمبادلات الإنسانية والاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية مع كل بلدان العالم.

وحول الإنجازات التي حققها خلال ما يقرب من سنتين من توليه حقيبة الخارجية، في ظل النسخة الأولى من حكومة ابن كيران، قال العثماني إن تقييم الدبلوماسية كقطاع استراتيجي لا يجري عبر سنتين، معدا أن المجال الدبلوماسي يجري تقييمه بالعقود. بيد أن العثماني قال إن فترة رئاسته للدبلوماسية المغربية شهدت تنظيم 50 زيارة على المستوى العالمي كانت 15 منها للدول المغاربية و13 لأفريقيا، و12 لأوروبا، وثمان لأميركا، واثنتان لآسيا وأستراليا. وهيمن ملف الصحراء على كلمة العثماني، معلنا أنها ستبقى من أولويات الدبلوماسية المغربية، مؤكدا أنه رغم «دبلوماسية الأموال التي سخرها الخصوم» فإن المغرب يوجد في وضع مريح، وحقق إنجازات كبيرة، معدا أن الرباط «اختارت استراتيجية نهج الأساليب المشروعة في الدفاع عن قضيتها الأولى».