ساحات الاعتصام في المحافظات الغربية تنفي صلتها بتشكيل لجان شعبية من أبناء العشائر

بعد اغتيال منظم الاعتصام الشيخ خالد حمود الجميلي ورجال دين سنة ببغداد

TT

في وقت طالب فيه خطيب جمعة الرمادي الشيخ مصطفى غالب، بتشكيل لجان شعبية وفتح باب التطوع في المحافظات الست للدفاع عن المدنيين من الميليشيات، فقد نفى مسؤول العلاقات العامة في المحافظات الست المنتفضة غرب العراق الدكتور عبد الرزاق الشمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تكون لساحات الاعتصام صلة بذلك لأن للساحات لجان خاصة بها تحميها فضلا عن الشرطة المحلية».

وكان خطيب ساحة «العزة والكرامة» في الرمادي قال أمس إن «الهدف من تشكيل اللجان الشعبية هو الدفاع عن المدنيين من بطش الميليشيات وتوفير الأمن للمواطنين»، داعيا الأجهزة الأمنية إلى «الدفاع عن المؤسسات الحكومية وأن اللجان الشعبية لا تتقاطع مع عملها». وخاطب غالب الحكومة والمسؤولين وكل أطياف الشعب العراقي قائلا «نحن ندعوكم إلى العودة إلى كتاب الله من أجل إحقاق الحق وعودة الأمن والاستقرار في البلد».

من جهته، أكد مسؤول العلاقات العامة في ساحات اعتصام المحافظات الغربية عبد الرزاق الشمري أن «أمر تشكيل لجان شعبية وليست جيشا، مثلما يمكن أن يشاع من باب سوء الفهم هو لحماية العشائر وليس ساحات الاعتصام»، مشيرا إلى أن «هذا المقترح طرح مؤخرا من قبل أبناء العشائر وفي إطار مؤتمر عشائري لكنه لا يزال قيد الدراسة ولم يتم إقراره بعد، وبالتالي فإن ما أعلنه الخطيب بشأن فتح باب التطوع لا يزال سابقا لأوانه، كما نود التأكيد هنا أن هذه اللجان لا صلة لها بساحات الاعتصام». وأوضح الشمري أن «ساحات الاعتصام لديها لجان تحميها بالإضافة إلى الشرطة المحلية التي كانت ولا تزال منذ البداية تقوم بدور الحماية لهذه الساحات وهذا موضع تقديرنا». وردا على سؤال بشأن ما إذا كان الجيش يتولى الحماية أيضا قال الشمري إن «الجيش بعيد عنا فضلا عن أنه ومع محاولة اقتحام الساحة من قبل الجيش فإننا اتخذنا موقفا منه». وبشأن ما تم الإعلان من قبل خطيب «ساحة الشهداء» بالفلوجة بشأن اتخاذ خطوات هامة اليوم السبت قال الشمري: «لا نعرف بالضبط ما هو المقصود باتخاذ خطوات هامة لأنه لم يجر التنسيق معنا بهذا الشأن، لكنه على الأرجح سيكون الإعلان عن تشكيل لجان حماية شعبية ضد الميليشيات والإرهابيين». وكان خطيب اعتصام الفلوجة فاخر الطائي قد كشف، أمس في خطبة الجمعة، أن المعتصمين في الفلوجة لهم وقفة واجتماع مهم يوم غدا (اليوم) لاتخاذ قرارات وخطوات مهمة. وقال الطائي خلال خطبته التي أطلق عليها «غدركم بالعلماء يزيدنا إصرارا» والتي أقيمت على الطريق الدولي وهي الجمعة الأولى بعد اغتيال منظم الاعتصام الشيخ خالد حمود الجميلي إن «غدر الميليشيات وتهديدات الحكومة والمماطلة والتسويف لن يزيدنا إلا ثباتا على الموقف، والمطالبة بالكرامة والعدالة ولن نترك المطالب حتى لو قتلنا وحرقت خيامنا وسالت دماء الشهداء». وأضاف أن «ساحة شهداء الفلوجة ستكون منطلقا ومركزا للأهالي الأنبار وسيكون فيها من كل حي في الفلوجة خيمة وممثلون للجماهير لمواصلة درب الجهاد». وأشار إلى أن «المعتصمين في الفلوجة لهم وقفة واجتماع مهم يوم السبت (اليوم) في ساحة الشهداء في الفلوجة، لاتخاذ قرارات وخطوات مهمة وعلى الجميع الحضور والمشاركة في الرأي والقرار»، مطالبا «مرجعيات أهل السنة والجماعة أن تضع مشروعا واضحا لتنفيذ المطالب».

وعلى صعيد متصل وطبقا لما تم الإعلان عنه مؤخرا من سحب التفويض من محافظ الأنبار بشأن مفاوضاته مع الحكومة قال الشمري إن «التفويض لا يزال قائما وإن ما تم الإعلان عنه هو من قبل مجموعة في الساحة وليس كل الساحة وبالتالي فإن التخويل لا يزال قائما ولكننا حددنا سقفا زمنيا لذلك». وبشأن موافقة رئيس الوزراء نوري المالكي على إطلاق سراح 67 امرأة قال الشمري: «الموافقة حصلت ولكن لم يتم إطلاق سراح أية امرأة حتى الآن وبودي القول هنا إنه ما فائدة إطلاق 67 واعتقال 760 فردا». في مقابل ذلك أكد عذال الفهداوي عضو مجلس محافظة الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «آليات العمل التي تم الاتفاق عليها مع رئيس الوزراء قائمة وتسير بشكل طبيعي، حيث إن هناك قضايا تم حلها وأخرى لا تزال قيد البحث». وبشأن النساء المعتقلات قال الفهداوي إن «المالكي اتصل حين كنا عنده مع رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود وطلب منه استكمال الإجراءات الخاصة بذلك نظرا لشمولهن بالعفو الخاص والمسألة الآن في مجلس القضاء الأعلى». واعتبر الفهداوي أن «هناك قضايا تحتاج إلى تشريع وهو ما سوف نبحثه مع مجلس النواب».