ملامح خطة كيري بشأن السلام: معابر مشتركة على الحدود الأردنية وغطاء دفاعي أميركي

ليبرمان: محاولة التوصل إلى سلام كمن يصب أساسات منزل وقت الزلزال

TT

تكشّف أمس مزيد من ملامح الاقتراحات «الأمنية» التي حملها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للإسرائيليين والفلسطينيين، لتسوية الخلاف حول منطقة «الأغوار» الحدودية مع الأردن.

وقالت مصادر إسرائيلية إن الأميركيين اقترحوا إقامة معابر حدودية إسرائيلية - فلسطينية مشتركة، فيما تنتشر القوات الإسرائيلية في مناطق محددة في المنطقة، مع تعهد الولايات المتحدة بتوفير غطاء دفاعي متطور لإسرائيل، يشمل منظومة مراقبة ودفاع متقدم، بينها طائرات من دون طيار لمراقبة الحدود.

وحاول كيري من خلال هذه الاقتراحات التي وضعها الجنرال الأميركي جون آلن تحقيق مطالب الطرفين «السيادة» للفلسطينيين و«الأمن» للإسرائيليين، لكن الطرفين أبديا تحفظا على ذلك، إذ اعتبر الفلسطينيون الأمر كمن يعطي الاحتلال تصريحا بمواصلة احتلاله، واعتبر الإسرائيليون أن تقليص وجود القوات هناك يشكل خطرا مستقبليا.

وتشكل الأغوار نحو 26 في المائة من مساحة الضفة الغربية، وتعتبرها السلطة بوابة فلسطين إلى العالم والامتداد الطبيعي للدولة وأغنى مناطقها بالمياه والموارد الطبيعية، فيما يراها الإسرائيليون محمية أمنية لا يمكن التنازل عنها. ورغم بث كيري مزيدا من الأمل بعد نقاشه هذه الأفكار مع الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن أيا منهم لم يتحدث عن تقدم في المفاوضات، والتزموا الصمت. بل قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المفاوضات «قريبة من الانفجار»، إذ لا يوجد تقدم يذكر.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن دلالة ذلك كانت في طلب كيري من المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين تمديد المفاوضات عدة أشهر إضافية. وقالت مصادر مطلعة على فحوى المفاوضات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن كيري «طلب تمديد المفاوضات مدة أخرى». وأضافت «على الأرجح فإنها ستمدد بعد انتهاء فترة الشهور التسعة»، وهي المدة المحددة لمفاوضات السلام.

وفي هذه الأثناء، رسم أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، صورة قاتمة لعملية السلام. وقال إنه لا يؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين «لا نهائي ولا مرحلي». وأضاف «أنا أعلم بتفاصيل المفاوضات مع الفلسطينيين. أنا أتحدث مع رئيس الحكومة ثلاث أو أربع مرات في اليوم حول المفاوضات. تقديراتي مختلفة عن بنيامين نتنياهو (رئيس الوزراء) والآخرين. إن محاولة التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين كمن يصب الأساسات لبناء بيت خلال هزة أرضية». وتابع «المفاوضات الجارية معهم آلت إلى طريق مسدود. وأستطيع القول إنه رغم توافر النوايا الحسنة فإنه يستحيل جسر الفجوات العميقة بين مواقف الجانبين، ناهيك عن غياب الثقة بينهما».

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن ليبرمان قوله في منتدى «سابان» السنوي في الولايات المتحدة «إسرائيل لا تقيم نظام احتلال في الضفة الغربية، هذا تشويه ورأي مسبق.. لم تكن هناك دولة فلسطينية قائمة، والحديث عن احتلال هو عدم فهم لتاريخ المنطقة».

وجاء حديث ليبرمان، فيما حاول حزب العمل المعارض للحكومة تقديم مزيد من الدعم لنتنياهو في عملية السلام. وأكد رئيس الحزب يتسحاق هرتسوغ دعمه لأي تقدم تتمخض عنه المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية. وتعهد بأن يحظى نتنياهو بأغلبية أعضاء الكنيست إذا قرر المضي قدما في عملية السلام. وقال هرتسوغ «إن مصلحة إسرائيل تحتم الانفصال عن الفلسطينيين».

فلسطينيا، هاجمت غالبية الفصائل استمرار المفاوضات. وقالت حركة حماس إن تصريحات كيري عن اقتراب «تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، وطلبه تمديد المفاوضات أشهرا إضافية «دليل فشلها بامتياز، ومحاولة لتسويق الوهم والحديث عن إنجازات مصطنعة وكاذبة للفلسطينيين». وجاء موقف الجهاد الإسلامي مطابقا لموقف حماس. كما دانت الجبهة الشعبية، المنضوية تحت إطار منظمة التحرير التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استمرار المفاوضات. وقالت «عملية السلام وحل الدولتين، وسلام نتنياهو الأمني والاقتصادي ودولته ذات الحدود المؤقتة، هي النقيض المطلق للدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».