صحافي لبناني يواجه الحكم بالسجن ستة أشهر بتهمة تهريب السلاح

أكد أنه كان يقوم بتقرير صحافي.. واتهم عناصر من حزب الله بتوقيفه

TT

يواجه الصحافي رامي عيشة الحكم عليه غيابيا بالسجن ستة أشهر بتهمة تهريب السلاح، رافضا التراجع عن قرار عودته إلى لبنان، على الرغم من علمه بأنه سيُعتقل في أرض مطار بيروت الذي سيصل إليه مساء غد الأحد.

هذا الحكم شجبته منظمة «مراسلون بلا حدود» مطالبة بـ«إلغاء الدعوى القضائية» بحق عيشة في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2013.

وأكدت أن المراسل الصحافي «كان ينجز (ريبورتاجا) عن تهريب الأسلحة، عندما قُبض عليه»، مشددة على ضرورة أن تميز السلطات القضائية اللبنانية بين التحقيق والمشاركة في هذه التجارة غير المشروعة»، وأدانت كذلك اللجوء إلى المحاكم العسكرية لمحاكمة الإعلاميين.

وأوضحت المنظمة أن عيشة «اعتُقل في أواخر أغسطس (آب) بينما كان ينجز تقريرا حول الاتجار بالأسلحة في الضاحية الجنوبية لبيروت»، مشيرة إلى أنه، على الرغم من إطلاق سراحه في سبتمبر (أيلول)، «فإنه ظل متابَعا بتهمة شراء الأسلحة».

وأشارت المنظمة إلى أن عيشة لم يتمكن من حضور جلسة المحاكمة التي عُقدت في 25 نوفمبر، بسبب سفره إلى الخارج لأسباب مهنية، وطلب من خلال محاميه تأجيل الجلسة إلى يوم 8 ديسمبر (كانون الأول)، لكن القاضي المكلف بالبت في القضية رفض طلب الصحافي ليصدر الحكم عليه غيابيا.

وفي حين انتقدت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها، وتُعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين، عدم «فتح تحقيق لكشف المعتدين على رامي عيشة خلال فترة اعتقاله، على الرغم مما قدمه هذا الأخير من ادعاءات حول تعرضه للتعذيب»، قال عيشة في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «عناصر من حزب الله هي التي قامت باعتقالي أثناء قيامي بتحقيق صحافي حول تجارة السلاح، وسلمتني إلى مخابرات الجيش اللبناني، وعلى الرغم من مطالبتي بإجراء تحقيق حول هوية الجهة التي اعتقلني، عاد التحقيق وأشار إلى أن مخابرات الجيش هي التي قامت بتوقيفي».

وأكد عيشة أنه سيعود إلى لبنان غدا (الأحد)، الساعة التاسعة والنصف مساء، وقد وصلته معلومات مؤكدة أن اسمه عُمّم على دوائر الهجرة، وسيقوم الأمن العام بتوقيفه لحظة وصوله إلى المطار لتسليمه إلى الجيش. وأوضح عيشة أن عدم حضوره الجلسة الأخيرة كان لأسباب مهنية طارئة، وقام بتقديم عذر للمحكمة طالبا التأجيل، لكن الجلسة عُقِدت وأُصدر الحكم.

ونقلت «مراسلون بلا حدود» عن عيشة الذي يعمل مراسلا لعدد من وسائل الإعلام الغربية، منها مجلة «تايم» الأميركية، والموقع الإلكتروني لمجلة «دير شبيغل» الألمانية، قوله إن السلطات «ستلقي القبض عليه مباشرة في المطار قبل أن تحتجزه أجهزة الأمن العام لأجل غير مسمى، في انتظار عقد جلسة استماع جديدة أمام محكمة عسكرية». وأشارت إلى أن الصحافي اللبناني من أصل فلسطيني «لن يكون متهما بريئا عند مثوله أمام القاضي خلال المحاكمة المقبلة التي قد تفضي إلى إدانة جديدة».

وقال عيشة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «سيواجه هذا الحكم»، ولن يبدل من عزمه على العودة إلى البلاد، على الرغم من الحكم الصادر بحقه، مضيفا: «لبنان هو البلد الذي أقيم فيه، ولا أهتم لغياب العدالة. لن أتوقف أبدا عن مزاولة عملي».

بدورها، أدانت منظمة «الكرامة» السويسرية غير الحكومية، التي وقّعت البيان إلى جانب «مراسلون بلا حدود»، الحكم على عيشة، معتبرة أن «محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، كما هو حال رامي عيشة، لا يمكن أن تُعَد عادلة بأي حال من الأحوال».