إيران: عودة الأجواء الطلابية المؤيدة للإصلاحات.. وروحاني يدعو للانفتاح والتعقل

دعا إلى مزيد من التسامح والتحلي بالصبر وتقبل الآخر

TT

تحتفل إيران سنويا بذكرى يوم الطالب، الذي يصادف السابع من يناير (كانون الأول)، إذ تعرض ثلاثة طلبة جامعيين في جامعة طهران إلى الاغتيال على يد قوات الشاه، في مثل هذا اليوم من عام 1953.

وتحفل احتفالات هذا اليوم سنويا بالتصريحات والتداعيات ووجهات النظر التي يطلقها الرؤساء الإيرانيون، الذين يمسكون بزمام أمور الدولة في تلك الفترة. وقد اكتسبت ذكرى هذا اليوم أهمية خاصة، بعد تولي الرئيس الأسبق محمد خاتمي للرئاسة، التي امتدت من عام 1997 حتى 2005. واتخذت الاحتفالات بيوم الطالب في فترة محمود أحمدي نجاد الرئاسية، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2009، طابعا أمنيا ورافقتها أجواء بوليسية.

وألقى الرئيس الإيراني روحاني كلمة بهذه المناسبة، أمس، في جامعة شهيد بهشتي في طهران، وسط مشاركة طلابية واسعة تخللتها هتافات من مختلف التيارات الطلابية. وسبقت كلمة روحاني عرض شريط مصور عن الإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية خلال مائة يوم من توليه منصب الرئاسية، مما أثار استحسان عدد من المشاركين.

وكانت الصالة تعج بطلبة وأساتذة جامعيين من مختلف الجامعات الإيرانية.

وفي حين جاءت كلمة روحاني بعد يوم واحد من وفاة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، سرت إشاعات بين عدد من الطلبة المشاركين تفيد بأن روحاني قد يبعث الرئيس الأسبق محمد خاتمي نيابة عنه لحضور تشييع جثمان مانديلا في مدينة جوهانسبورغ، غير أن كثيرا من الطلبة استبعدوا ذلك.

وحول أجواء الجامعات في البلاد، قال روحاني: «الجامعات في إيران ليست معقلا للأحزاب، بل ورشة سياسية»، وزاد: «لا تعني السياسة المنافسة من أجل السلطة كما يحصل الآن، بل إنها تعني التحلي بالحكمة والتدبير وفقا للثقافة الإسلامية الإيرانية، وتطمح لتحسين إدارة البلاد». وتذكر هذه التصريحات الإيرانيين بتلك الصادرة عن محمد خاتمي في عام 1997 التي حاول من خلالها تقديم تفسير للمجتمع المدني.

ودعا روحاني الطلبة إلى انتقاد الحكومة أو أي مؤسسة أخرى في حال انحرفت عن نهج التعقل واتخذت خطوات على حساب المصلحة الوطنية. وبينما لقيت هذه اللقطات من تصريحات روحاني استحسانا من قبل بعض الطلبة الذين أطلقوا هتافات: «نحبك يا روحاني»، قوبلت بهتاف «الموت لأميركا» من عدد آخر من المشاركين.

ودعا روحاني الطرفين إلى الالتزام بهدوء والمضي في طريق التعقل والاعتدال والتطور والحرية، وسط هتافات طلابية مؤيدة للحركة الإصلاحية.

وحول أداء حكومته، قال روحاني: «تمكنا في هذه الفترة القصيرة من حلحلة أحد التحديات التي واجهت البلاد خلال السنوات الـ10 الماضية، المتمثلة في علاقات إيران الدولية». وهتف الطلبة: «نشكرك يا روحاني».

وردا على سؤال حول الأجواء الأمنية التي تحيط بالجامعات الإيرانية، شدد روحاني على ضرورة «ابتعاد الجامعات عن عدسات المراقبة الأمنية، والتمتع بأجواء أكاديمية وحرة».

وعدّ روحاني أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى أثار سخط واستياء إسرائيل، ووجه ضربة إليها». وفي هذه الأثناء تعالت أصوات «الموت لإسرائيل» من قبل الطلبة المؤيدين للمحافظين.

وردا على شعار يدعو لإطلاق سراح الطلبة المعتقلين بتهم سياسية، قال روحاني إنه «متمسك بالوعود التي قطعها أمام الشعب».

ودعا روحاني إلى «التحلي بالصبر وتقبل الآخر»، وسط هتافات داعية لإعدام قادة الحركة الإصلاحية، في إشارة إلى مير حسين موسوي ومهدي كروبي، اللذين يخضعان لإقامة جبرية منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، التي أدت إلى فوز أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.

وانتهت الاحتفالات في ذكرى يوم الطالب في إيران في الوقت الذي ما زالت فيه كثير من المطالب الطلابية لم تتحقق بعد.