صدامات بعد مقتل اثنين من المحتجين الأكراد في تركيا

إثر تدمير مقابر لمقاتلي حزب العمال الكردستاني

TT

استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه أول من أمس للتصدي لمحتجين بعد تشييع اثنين من الأكراد قتلا في مواجهات قبل يوم واحد.

وقطع مئات المحتجين بإطارات مشتعلة طريقا في منطقة يوكسيكوفا الواقعة جنوب شرقي تركيا حيث غالبية السكان من الأكراد، ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، جرت الصدامات بعد مقتل شخصين بالرصاص يوم الجمعة الماضي في اشتباكات عنيفة مع الشرطة التركية اندلعت بعد معلومات عن تدمير مقابر للمتمردين الأكراد، بحسب الإعلام المحلي.

وذكرت وكالة «دوغان» للأنباء أن نحو 30 رجلا ملثما من بين نحو 150 متظاهرا ألقوا قنابل حارقة وقنابل يدوية على قوات الأمن في منطقة يوكسيكوفا بجنوب شرقي تركيا، التي تسكنها غالبية من الأكراد. وردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، بحسب الوكالة التي تحدثت عن تبادل إطلاق نار بين المتظاهرين وقوات الأمن.

وجرت هذه الاشتباكات الجمعة بعد بيان أصدرته مجموعة من المجتمع المدني تدين فيه تدمير مقابر دفن فيها مقاتلون من حزب العمال الكردستاني. إلا أن مكتب المحافظ المحلي نفى قيام أي هيئات حكومية بتدمير المقابر.

وأدان نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض سيزغين تانريكولو «إعدام» الرجلين، بينما طالب حزب السلام والديمقراطية الموالي للأكراد، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالاعتذار.

ونقلت وسائل الإعلام التركية عن تقرير تشريح جثتي القتيلين أن أحدهما، ويبلغ من العمر 34 عاما، أصيب بست رصاصات، والثاني، ويبلغ 32 عاما، قتل برصاصتين.

وحضر آلاف الأكراد، الذين رفع بعضهم راية حزب العمال الكردستاني، جنازتي القتيلين أول من أمس.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه في إسطنبول أيضا في مواجهة مظاهرة للتضامن مع الكرديين.

ويأتي الحادث بعد أشهر من الهدوء بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني الذي أعلن عن هدنة في مارس (آذار) الماضي بعد مفاوضات سرية مع جهاز الاستخبارات التركي. إلا أن العملية تعثرت بعد أن أعلن المتمردون الأكراد في سبتمبر (أيلول) الماضي تعليق انسحابهم من الأراضي التركية، متهمين الحكومة بعدم الوفاء بوعودها بالإصلاح.

وشن حزب العمال الكردستاني الذي تحظره تركيا ومعظم دول العالم، في 1984 تمردا، مطالبا بالحصول على حكم ذاتي في المناطق الجنوبية الشرقية، أسفر عن مقتل نحو 45 ألف شخص.