موسكو تصر على مشاركة إيران في «جنيف 2».. والإخوان المسلمون يشككون بجدواه

الجربا بعد إعلانه عن زيارة قريبة لروسيا: مصلحتهم ليست مع نظام الأسد

TT

أعلن رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أحمد الجربا، تلبيته دعوة رسمية لزيارة العاصمة الروسية موسكو في إطار المشاورات لعقد مؤتمر «جنيف2»، مؤكدا عزمه «إقناع الروس بأن مصلحتهم ليست مع النظام السوري». وتزامنت مواقف الجربا مع تشكيك جماعة الإخوان المسلمين بسوريا في «جدوى عقد مؤتمر السلام الدولي حول سوريا دون توفير المناخ الملائم، ووقف القتل والتدمير الممنهج».

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن رئيس الائتلاف المعارض قوله إنه تلقى دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تسلمها من نائبه ميخائيل بوغدانوف، قبل نحو 20 يوما لزيارة موسكو. وأشار الجربا إلى «قبول الدعوة الروسية»، وقال إنه بسبب انشغاله بمواعيد مسبقة لم يستطع الذهاب، مشددا على أنه سيزور روسيا لإقناعهم بأن مصلحتهم تكون مع الشعب السوري وليس مع النظام.

وتعد روسيا من أبرز الدول الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى جانب إيران وبعض التنظيمات المرتبطة بها. وسبق للائتلاف أن وجه في أحد بياناته اتهامات لروسيا بالسعي لتأجيج الصراع العسكري المدمر داخل المجتمع السوري للإبقاء على حالة عدم الاستقرار التي يعيشها السوريون.

وجاء إعلان الجربا بتأكيد زيارته إلى روسيا بعد تقارير إعلامية أشارت إلى وجود توافق أميركي - روسي يضمن للائتلاف حق تشكيل وفد المعارضة السورية إلى مؤتمر «جنيف2»، لكن عضو الائتلاف الوطني المعارض سمير نشار أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التوافق الروسي - الأميركي ليس حول حصرية تمثيل وفد المعارضة في مؤتمر السلام الدولي، وإنما حول ترؤسه الوفد». وأوضح أن «الروس يسعون إلى ضم بعض الأطراف المحسوبة عليهم مثل فريق قدري جميل وهيئة التنسيق الوطنية». ووضع نشار «زيارة الجربا إلى موسكو في إطار تبادل الرأي والمشاورات بين الطرفين»، مشيرا إلى أن «الموقف الروسي لم يتبدل حيال المسألة السورية، بل إنه يذهب نحو التشدد بالإصرار على مشاركة إيران في المباحثات التفاوضية».

وتزامنت تصريحات الجربا مع إعلان وزارة الخارجية الروسية أمس «إصرار موسكو على مشاركة إيران في مؤتمر (جنيف2) حول الأزمة السورية». وأوضحت الخارجية في بيان صادر عنها عشية زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى طهران، أن «روسيا تدعو إلى مشاركة الدول ذات النفوذ في المنطقة، بما فيها إيران، في (جنيف2)»، مؤكدة أن «مواقف روسيا وإيران بشأن الأزمة السورية تتطابق إلى حد كبير».

وكرر الجربا في تصريحاته لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) الإشارة إلى أن «الائتلاف المعارض قدم رؤية للمجتمع الدولي حول (جنيف2)، ووافق على حضور للمؤتمر، ولكن ضمن ثوابت الثورة السورية»، مركزا على «مطالب ومقدمات يجب أن تتحقق على الأرض قبل الوصول إلى مؤتمر جنيف، كفتح الممرات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين من نساء وأطفال، والذين يصل عددهم إلى الآلاف في سجون النظام».

وكشف الجربا عن تقديم الائتلاف دعوة إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الرئيس السوري وعدد من المسؤولين، موضحا أن «هذا الملف سيكون جاهزا على طاولة المحاكم الدولية، ولكن عمل المحاكم يحتاج إلى عمل دؤوب، ونحن ماضون به».

في موازاة ذلك، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أن «الأجواء غير مواتية لانعقاد مؤتمر (جنيف2)». وأوضح رئيس المكتب السياسي للجماعة حسان الهاشمي، في بيان نشرته وكالة الأنباء الألمانية أمس، أن «المعارضة السورية قدمت رؤيتها بخصوص (جنيف2)، التي حددت فيها مطالب محقة لتوفير المناخ الملائم لعقده، ووقف القتل والتدمير الممنهج الذي يرتكبه السوري بحق المدنيين العزل». وشكك القيادي الإسلامي السوري الذي يحمل الجنسية الكندية في «جدوى انعقاد المؤتمر»، متسائلا عن «قيمة تحديد موعد للمؤتمر، ونظام الأسد وجميع الذين يدفعون في اتجاه عقد (جنيف2) لا يسعون إلى توفير مناخ لذلك». وأكد أن «جميع المعطيات ما زالت تسير بعكس اتجاه عقد (جنيف2)»، مشيرا إلى أن «الأميركيين والروس وجميع الذين يدفعون في اتجاه عقد المؤتمر لم يتقدموا خطوة واحدة في اتجاه توفير المناخ الملائم لبداية هذه المرحلة من وقف القصف الجوي والمدفعي وفتح الممرات الآمنة والإفراج عن المعتقلين.. وغير ذلك مما حددته رؤية المعارضة»، لافتا إلى وجود «تضاد في موقفي المعارضة ونظام الأسد حول بدء مرحلة الحل السياسي لنقل السلطة بكامل صلاحياتها وإنهاء حقبة عائلة الأسد».