«الصحة العالمية» و«اليونيسيف» تخططان لتلقيح أكثر من مليوني طفل سوري ضد الشلل

طالبتا بتسهيل وصول اللقاح بعد رصد 17 إصابة غالبيتها في دير الزور

TT

دعت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لتسهيل الوصول إلى أكثر من مليوني طفل في سوريا ضمن حملة تلقيح كبرى تجري حاليا في الشرق الأوسط لتحصين أكثر من 23 مليون طفل ضد شلل الأطفال، وذلك بعد أسبوعين على تأكيد رصد 17 إصابة في سوريا.

وتعد هذه الحملة الأكبر في تاريخ المنطقة، وتسعى المنظمات الدولية للوصول إلى «2.2 مليون طفل داخل سوريا، بمن فيهم من يعيش في مناطق متنازع عليها، ومن لم يتم تغطيته في حملة سابقة». وقالت منظمة الصحة العالمية و«اليونيسيف»، في بيان مشترك صادر عنهما أمس، إنه «لا يزال من الصعب الوصول إلى الكثير من الأطفال في سوريا، لا سيما في المناطق المحاصرة، أو التي يدور فيها الصراع».

وتخطط منظمة اليونيسيف لتقديم 10 ملايين جرعة من لقاح شلل الأطفال لسوريا خلال الأشهر المقبلة، بعد وصول شحنة أولى تضم مليوني لقاح إلى دمشق، نهاية الشهر الماضي، علما بأن الحملة، تشمل إلى جانب سوريا، ست دول أخرى في الشرق الأوسط.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط، علاء العلوان، إنه «ينبغي حماية جميع الأطفال السوريين من المرض»، لافتا إلى أنه «لاستئصال شلل الأطفال، نحتاج إلى القضاء على أي سبب يحول دون وصولنا إلى الأطفال». وناشد «جميع أطراف النزاع في سوريا بالتعاون وتسهيل وقف القتال على مدى الأشهر الستة المقبلة لإتاحة وصول حملات التطعيم إلى جميع الأطفال».

من ناحيتها، أكدت المديرة الإقليمية لليونيسيف ماريا كاليفيس أنه «لن نتمكن من وقف تفشي فيروس شلل الأطفال إذا لم نتمكن من الوصول إلى الأطفال الذين تعذر الوصول إليهم حتى الآن».

ويعد شلل الأطفال مرضا معديا جدا يصيب الأطفال دون سن الخامسة، بشكل خاص. ويسببه فيروس يجتاح النظام العصبي ويمكن أن يؤدي إلى شلل تام في غضون ساعات قليلة. كما يمكن أن يؤدي المرض إلى الوفاة في بعض الحالات. وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق رصد حالات إصابة بشلل الأطفال في سوريا. وأفادت المنظمة بأنه حتى نهاية الشهر الفائت، وتحديدا 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، تأكدت إصابة 17 طفلا بالشلل في سوريا، بينهم 15 حالة في محافظة دير الزور المتنازع عليها، وحالة في حلب، وأخرى في دوما بريف دمشق. ولم تسجل قبل تلك الإصابات أي حالة شلل أطفال في سوريا منذ عام 1999.

وتهاوت معدلات التطعيم في سوريا من أكثر من 90 في المائة قبل بدء الأزمة في منتصف شهر مارس (آذار) 2011. إلى نحو 68 في المائة. وفي الحادي عشر من نوفمبر الماضي، أعلنت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية سونا باري أن «جميع الأطفال المصابين بالشلل في دير الزور هم تحت سن الثانية لذلك فإنهم ولدوا جميعا بعد تراجع خدمات التطعيم»، مرجحة أن «التفشي سيكون كبيرا».