القوات النظامية تقصف آخر معاقل المعارضة بالقلمون.. وفصائل تعلن تشكيل «جبهة ثوار سوريا»

مفوضية اللاجئين ترسل أول المساعدات الجوية من العراق إلى الأكراد

TT

واصلت القوات النظامية السورية قصفها لمحيط بلدة يبرود، آخر معاقل فصائل المعارضة المسلحة في منطقة القلمون الاستراتيجية (شمال دمشق)، بعد إكمال سيطرتها على مدينة النبك المجاورة. وفيما أعلنت مجموعات وألوية عسكرية تابعة للجيش السوري الحر تشكيل تنظيم جديد باسم «جبهة ثوار سوريا»، أعلن متحدث باسم المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة انطلاق أولى عمليات التموين بالطائرة من العراق، غدا الخميس، لمساعدة اللاجئين في المناطق الكردية في شمال سوريا.

وأوضح مدير المفوضية العليا للاجئين لمنطقة الشرق الأوسط أمين عواد أن «المفوضية تلقت موافقة الحكومتين العراقية والسورية»، على أن ترسل سبع رحلات في الأيام المقبلة كمرحلة أولى من أربيل بشمال العراق إلى القامشلي والحسكة في سوريا.

وفي التطورات الميدانية في القلمون، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «القوات النظامية قصفت أطراف مدينة يبرود ومنطقة ريما والمزارع المحيطة بمدينة النبك»، مرجحا أن تكون «بلدة يبرود، آخر معقل مقاتلي المعارضة، مسرح العملية المقبلة في القلمون». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن قوله إن «مقاتلي المعارضة الذين تمكنت قوات النظام منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من طردهم من بلدات قارة ودير عطية والنبك، لا يزالون موجودين في بعض القرى الصغيرة في القلمون، لكنها لا تشكل نقاط ثقل استراتيجية لهم، بينما تعد يبرود معقلا مهما يتحصنون فيه، وهي على خط واحد مع قارة ودير عطية والنبك، وإن كانت على مسافة أبعد نسبيا من الطريق العام الدولي بين حمص ودمشق».

وكان الإعلام السوري نقل أول من أمس عن مصدر عسكري قوله إن «قوات الجيش بسطت سيطرتها على مدينة النبك في ريف دمشق بعد سلسلة من العمليات الدقيقة، وما زالت تلاحق فلول التنظيمات الإرهابية في المزارع المحيطة».

وتعد منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية، حيث تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص، بالسلاح والرجال. كما أنها أساسية بالنسبة للقوات النظامية، لأنها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة دمشق.

في موازاة ذلك، أعلن 15 تشكيلا ولواء تابعين للجيش الحر تشكيل تنظيم جديد تحت اسم «جبهة ثوار سوريا» ودعوا الفصائل الأخرى للانضمام إليهم. ووضعت الجبهة، وفق بيان صادر عنها، هدفها الرئيسي «إسقاط النظام وحماية الأنفس والبلاد». فيما أعلن المتحدث باسم هيئة أركان «الجيش الحر» العقيد قاسم سعد الدين أن «هذه الجبهة هي نواة للجيش الوطني المستقبلي».

ويأتي الإعلان عن ولادة هذه الجبهة بعد انسحاب الجبهة الإسلامية، أكبر فصيل مسلح، من هيئة الأركان التي يترأسها اللواء سليم إدريس. وقال سعد الدين، في تصريحات صحافية أمس، إن «تشكيل هذه الجبهة جاء لتوحيد كلمة الجيش الحر وجهده، وهي موجهة بشكل رئيس لإسقاط النظام الأسدي»، لافتا إلى أن «الجبهة ستكون بعيدة عن أي ممارسة تضر بالشعب السوري وثورته».

وتضم الجبهة الجديدة المجلس العسكري في محافظة إدلب، وتجمع ألوية وكتائب شهداء سوريا، وتجمع ألوية أحرار الزاوية، وألوية الأنصار، وألوية النصر القادم، والفرقة السابعة والفرقة التاسعة، وكتائب فارق شمال، ولواء ذئاب الغاب، ولواء شهداء إدلب، ولواء أحرار الشمال، وكتائب رياض الصالحين في دمشق، وكتائب فاروق حماه وفوج المهام الخاصة بدمشق.