طهران: السعودية دولة مهمة في المنطقة بالنسبة لإيران

ظريف يدافع عن نفسه ضد مطالب المحافظين بإعادة النظر في تعيينه

TT

جددت طهران رغبتها، أمس، في إذابة الجليد السياسي بينها وبين المملكة العربية السعودية. وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن الرياض لها «الأولوية» بالنسبة للعلاقات مع دول المنطقة. كما أعلنت رفض بلاها مقترحا من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس بعقد لقاء مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وجاء ذلك بينما دافع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن نفسه ضد ما وصفه بـ«افتراءات وبذاءات وإهانات» من المحافظين في الأوساط السياسية الإيرانية، الذين يتهمونه بـ«تقويض الدولة»، ويطالبون بإعادة النظر في توليه منصبه.

وقالت مرضية خلال مؤتمر صحافي، أمس في طهران، إن «السعودية بالنسبة لإيران تعد دولة مهمة في المنطقة، والعلاقات الثنائية لها عندنا الأولوية».

وحاولت أفخم التقليل من تداعيات رفض السعودية زيارة وزير الخارجية الإيراني، مطلع الشهر الحالي، حيث قالت إن «السعوديين لم يكونوا مستعدين في هذا الموعد للزيارة».

وأشارت إلى أن هذا الأمر «لا يعني أن مثل هذه الزيارة لن تندرج في أجندة الوزير الإيراني». لكن المتحدثة أعلنت رفض إيران مقترحا خليجيا يتضمن مشاركة دول الخليج في المفاوضات النووية بين طهران مع القوى العظمى.

وقد توصلت طهران إلى اتفاق في نوفمبر (تشرين الثاني) مع مجموعة «5+1»، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا، ينص على تجميد بعض أنشطتها النووية لمدة ستة أشهر، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على اقتصادها.

وقالت أفخم إن مثل هذا الطلب «لا مكان له»، مضيفة أن إيران تملك «آلياتها الذاتية للتشاور والحوار مع جيرانها».

من جهة أخرى، أعلنت مرضية رفض إيران مقترحا من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس بعقد لقاء مع الرئيس روحاني. وقالت مرضية: «لم تكن هناك تغييرات في السياسة الإيرانية حيال النظام الصهيوني ولن تكون». وأضافت أن بلادها لن تعترف بإسرائيل كدولة مستقلة.

وكان الرئيس الإسرائيلي بيريس أعلن، الأحد الماضي، أنه لا يستبعد عقد لقاء محتمل مع روحاني. وفي غضون ذلك، دافع وزير خارجية إيران عن نفسه ضد ما وصفه بـ«افتراءات وبذاءات وإهانات» من المحافظين الذين دعوا إلى إعادة النظر في توليه منصبه.

ورأس ظريف وفد التفاوض الإيراني الذي توصل الشهر الماضي في جنيف إلى الاتفاق النووي مع القوى العالمية. ويشكو بعض المحافظين في إيران من أن المفاوضين قدموا الكثير من التنازلات في جنيف، بموافقتهم على وقف تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى، مقابل مجرد تخفيف محدود للعقوبات.

وتبرز هذه المعارضة من جانب أقلية صغيرة، لكنها عالية الصوت، التحديات التي يواجهها الرئيس المعتدل روحاني في سعيه لتحسين العلاقات مع الغرب دون استفزاز المحافظين الذين يهيمنون على البرلمان.

وذكرت وكالة أنباء فارس أن 20 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 290 كتبوا إلى روحاني، الأحد الماضي، يطالبونه بإعادة النظر في استمرار ظريف في منصبه، بعد أن أدلى بتصريحات وصفوها بأنها «غير لائقة».

وكانت وسائل الإعلام المحلية نقلت عن ظريف قوله، خلال زيارة لجامعة طهران، إن الغرب يخشى قوة الشعب الإيراني، وليس دفاعاته العسكرية، التي قال إنه يستطيع إن شاء تدميرها بقنبلة واحدة.

وقال ظريف في وقت لاحق إن هذا وتصريحات أخرى مثيرة للخلاف نسبت إليه إنما حُرّفت أو أُخرجت من سياقها. وأوضح في رسالة على «فيس بوك»، أمس، أنه «من المخزي أن تشوه أقلية صغيرة ردي على أحد أسئلة الطلاب تأييدا لآرائها السياسية»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وأضاف ظريف: «يعوضون انزعاجهم من تأييد الشعب الجارف للحكومة... بإهانات وبذاءات وافتراءات».

ونقل عن ظريف قوله في تصريح آخر إن إيران مستعدة للتفاوض على جزيرة أبو موسى، وهي واحدة من ثلاث جزر تتنازع ملكيتها مع الإمارات العربية المتحدة.

ومن بين أشد المنتقدين لظريف حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المتشددة، الذي قال إن ظريف بعث بـ«إشارة استسلام» للغرب، كما انتقد روحاني، لزعمه أن إيران المثقلة بالعقوبات كانت استنفدت تقريبا ما لديها من أموال لدى توليه السلطة في أغسطس (آب). وكتب شريعتمداري في افتتاحية: «إذا تلقى العدو رسالة تفيد بأن خزائننا خاوية وأن المنظومة الدفاعية للبلاد يمكن تدميرها بقنبلة واحدة، وأن السيادة المطلقة لإيران على جزيرة أبو موسى قابلة للتفاوض؛ فما الذي يمنعه من الاعتقاد بأن أيدي فريقنا التفاوضي خاوية، وأنه بسبيله إلى تحقيق النصر؟».