معتصمو المحافظات الغربية يشكلون تكتلا لخوض الانتخابات.. وتوجه لتعليق المظاهرات أربعة أشهر

المتحدث باسم متظاهري الأنبار: ميادين الاعتصام تحولت إلى ساحة للمزايدات السياسية

TT

يستعد معتصمو المحافظات الغربية الخمس المنتفضة منذ عام في العراق، تضاف إليها أحياء بغداد السنية، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجرى في أبريل (نيسان) المقبل تحت اسم «ائتلاف الكرامة». في الوقت نفسه هناك توجه لتعليق الاعتصامات للأشهر الأربعة المقبلة حتى نهاية الانتخابات طبقا لخطة عرضها محافظ الأنبار أحمد الذيابي.

وكان أعلن في محافظة كركوك عن تأسيس ائتلاف جديد يمثل الحراك الشعبي في ضد الحكومة باسم «ائتلاف الكرامة»، بهدف «التغيير» في المدن العراقية التي شهدت حراكا شعبيا و«الثورة» على من تولى أمرهم، بعد «فشل» معظم السياسيين السابقين و«انحسار» شعبيتهم.

وقال الشيخ عبد الرزاق الشمري، مسؤول العلاقات العامة في ساحة اعتصام الأنبار وعضو اللجنة التحضيرية للائتلاف الجديد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الهدف من هذا التكتل الجديد هو إبراز وجوه جديدة من قلب الساحة لكي تشارك في الانتخابات بعد أن لاحظنا أن هناك عزوفا لدى الشارع السني عن المشاركة في الانتخابات بسبب أزمة الثقة بين عموم المواطنين والسياسيين الذين هم إما فشلوا في الدورة الانتخابية الماضية بتقديم أي شيء يخدم المواطن، أو أنهم ركبوا موجة المظاهرات ليس بهدف الولاء للساحة وإنما لتحقيق أغراضهم الخاصة».

وأضاف الشمري أن «الكيان الجديد جرى تسجيله في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وسيخوض الانتخابات في إطار الأهداف والشعارات التي أطلقناها وتمسكنا بها خلال فترة المظاهرات، وبما يحفز جماهيرنا للمشاركة الواسعة في هذه الانتخابات بوصفها أحد طرق التغيير المنشود».

وأوضح الشمري أن «المحافظات المنتفضة ومثلما يعلم الجميع كانت من بين أكثر المحافظات استهدافا، وهو ما انعكس على عدم وجود رغبة في المشاركة بالانتخابات». وبشأن دور الشيخ خميس الخنجر، راعي التكتل الجديد، قال الشمري إن «الخنجر داعم لهذا الائتلاف، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هو أو أحد أعضاء اللجنة التحضيرية ممن سيشارك في الانتخابات شخصيا».

على صعيد متصل فإنه ردا على الخطة التي أعلنها محافظ الأنبار أحمد الذيابي عن تعليق المظاهرات إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، فقد أعلن رئيس جبهة الحوار الوطني نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، عن استغرابه من الأصوات الداعية إلى فض الاعتصامات وإنهاء المظاهرات في المحافظات المنتفضة وتأجيل التظاهر إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية. وقال المطلك في بيان صدر أمس عن مكتبه وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «هموم المواطنين لا يمكن تأجيلها أو ركنها على الرفوف بسبب انشغال السياسيين في ماراثون السباق الانتخابي».

لكن الناطق باسم ساحة اعتصام الأنبار، الشيخ نواف المرعاوي، أعلن في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تأييد ساحات الاعتصام لخطة المحافظ قائلا إن «النية التي ينطلق منها المحافظ سليمة، إذ إن ساحة الاعتصامات تحولت إلى ساحة للمزايدات السياسية وهو ما سينعكس على الانتخابات المقبلة». وأضاف أن «السياسيين لا يروق لهم ذلك لأن هدفهم فقط هو المزايدة باسم الساحة، ومنهم صالح المطلك الذي أعلنت الساحات المنتفضة موقفها منه منذ أول شهر بعد المظاهرات».. في إشارة إلى حادثة المنصة الشهيرة داخل الساحة التي تعرض فيها المطلك إلى اعتداء.