قائد الحرس الثوري الإيراني يتهم حكومة روحاني بالخضوع للغرب

قال إنه «لن يلزم الصمت» إزاء تهديد الثورة الإسلامية

TT

في مؤشر على التوترات المتنامية بين مراكز القوى المتنافسة داخل الجمهورية الإسلامية، انتقد قائد الحرس الثوري الإيراني حكومة الرئيس حسن روحاني قائلا إنها واقعة تحت تأثير الأفكار الغربية.

وتعليقات اللواء محمد جعفري من أشد الانتقادات حدة التي يدلي بها مسؤول كبير علانية منذ تولي الرئيس المعتدل روحاني السلطة في أغسطس (آب) وتعهده بأن يحسن علاقات إيران مع دول المنطقة والغرب.

وأدت المبادرة الدبلوماسية للحكومة إلى التوصل لاتفاق مع القوى العالمية الست في الشهر الماضي، تقيد إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات التي خنقت اقتصادها. ولقي الاتفاق المؤقت ترحيبا واسع النطاق من الإيرانيين، لكن المتشددين غضبوا من تغير السياسة الخارجية ويشعرون بالقلق من فقدان تأثيرهم على أقوى رجل في إيران الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن جعفري قوله: «الإجراءات التي تحكم النظام الإداري للبلاد كما كانت عليه من قبل، لكن عدلت قليلا، وللأسف أصابتها الأفكار الغربية، ويجب إجراء تعديل أساسي»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وتعليقات جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني، تسلط الضوء على تغير الظروف منذ أن غادر الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد منصبه الذي تولاه لفترتين. وخلال تلك السنوات الثماني، تمكن الحرس الثوري من تعزيز مشاركته في الشؤون الاقتصادية والسياسية للبلاد، وهو دور يعتزم روحاني تغييره. وبدا أن جعفري يرفض دعوات من روحاني وخامنئي لبقاء «الحرس الثوري» بعيدا عن السياسة قائلا إن واجبهم هو حماية الثورة الإسلامية. وقال: «التهديد الرئيس للثورة يوجد في الساحة السياسية، ولا يمكن لـ(الحرس الثوري) أن يلزم الصمت في مواجهة ذلك».

وقال سيافوش رانجبار دايمي، المحاضر المتخصص بالسياسة الإيرانية في جامعة مانشستر ببريطانيا: «يحاول روحاني منذ اللحظة التي بدأ فيها رئاسته إعادة تعريف وجود (الحرس الثوري) في السياسة. يرى أنهم عقبة في طريق الاتفاق النووي». وقال: «إنه يحاول امتلاك أكبر قدر ممكن من التأثير على خامنئي. من الواضح أن العلاقة بين روحاني و(الحرس الثوري) ليست جيدة. سيحدث كثير من التعديلات والنزاعات».

وحازت سياسات روحاني حتى الآن تأييد خامنئي الذي له القول الفصل في السياسات الخارجية والأمنية الإيرانية، لكنه يرتاب بشدة في الدول الغربية وفي نواياها تجاه إيران.

وانتقد جعفري أيضا وزير الخارجية محمد جواد ظريف بسبب تصريح نسب إليه يشير ضمنا إلى أن إيران ضعيفة عسكريا. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن ظريف قوله الأسبوع الماضي، إن الغرب لا يخشى كثيرا من الدفاعات العسكرية الإيرانية وإن بوسعه أن يدمرها إذا رغب في ذلك. وذكر ظريف في وقت لاحق أن تصريحاته أخرجت عن سياقها.