مطالبات بإخراج «صحوات الحكومة» من الأنبار

خطباء ساحات الاعتصام يحذرون من استغلالها للدعايات الانتخابية

TT

جدد خطباء ساحات الاعتصام في المحافظات الغربية الخمس المنتفضة في العراق منذ عام تقريبا بقاء الساحات وعدم رفع الخيام تحت أي ظرف فإنهم حذروا في الوقت نفسه من استغلالها من قبل السياسيين للدعاية الانتخابية.

وقال إمام وخطيب جمعة ساحة الاعتصام في الرمادي الشيخ صباح الغريري خلال خطبة الجمعة إن «بعض المرشحين أو ممثلي الكيانات السياسية يحاولون الوجود في أغلب أوقاتهم بساحات الاعتصام أو ممثلي الكيانات السياسية من أجل الدعاية الانتخابية لأحزابهم بحجة الدفاع عن المعتصمين وساحات الاعتصام». وأضاف: «نحن ندعوهم إلى أن يخرجوا من ساحات الاعتصام وأن لا يتحدثوا باسم المعتصمين ويطلقون تصريحاتهم المبطنة من أجل الانتخابات وألا يعملوا على التسبب بالأذى للمعتصمين، أفضل من أن يتم طردهم».

وأوضح الغريري أن «الساسة يحاولون المتاجرة بمطالب المعتصمين من أجل مصالح مالية أو مناصب أو مقاعد برلمانية، فكيف يتم ائتمانهم على بلدهم وهم من خانوا أهلهم وأبناء عشائرهم وأرضهم، فهؤلاء هم أخطر على البلد من أي غاز» على حد وصفه.

في السياق نفسه دعا إمام وخطيب جمعة الفلوجة علي البصري، المعتصمين إلى الاستمرار في الاعتصام لحين تحقيق جميع المطالب من قبل الحكومة.

وقال البصري خلال خطبته: «إننا خرجنا من أجل قضيتنا وليس نصرة للساسة والكتل والأحزاب ولا يهمنا تهديدات ووعود بعض الجهات التي تريد إنهاء الاعتصام لجمع المكاسب». وأشار إلى أن «المعتصمين لن يتركوا الخيام وساحات الاعتصام حتى تحقيق المطالب ولن تضيع دماء شهدائنا وسيأتي يوم تهتز فيه عروش الجبابرة». وأكد البصري أن «الحراك الذي أوشك على إكمال سنة بعد أيام، سقطت من أجله دماء من أجل المطالب، وخلال هذه السنة عرفنا من هو المتخاذل والمنافق، وعرفنا أن المالكي وحكومته لن ينفذوا مطالبنا بسبب منهجه الطائفي». ودعا البصري «علماء الدين ومراجع أهل السنة إلى توحيد صفوفهم وكلامهم بوجه الشر القادم» حسب قوله. في السياق نفسه وقي وقت أعلنت ساحة اعتصام الرمادي المعروفة باسم ساحة «العزة والكرامة» استعدادها القبول بتفتيشها من قبل القوات الأمنية بمرافقة شهود عيان، فقد طالبت بإخراج ما يسمونها بالرمادي الصحوات الجديدة من داخل المدينة. وفي هذا السياق أكد الشيخ عبد الرزاق الشمري، مسؤول العلاقات العامة في ساحات الاعتصام في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المقصود بالصحوات هي ليست تلك التي تشكلت عام 2007 وتمكنت من بسط الأمن والاستقرار في الأنبار وحتى العراق وحاربت القاعدة بل المقصود هي ما تسمى صحوات أبناء العراق التي تشكلت بدعم حكومي معلن وبالتالي فإنها لا تمثل أهالي الأنبار».

وأضاف الشمري أن «هناك عناصر دخيلة وهناك جهات أو ميليشيات من خارج أهالي الأنبار تسللت إلى المحافظة باسم هذه الصحوات، وهو ما يجعلنا نطالب بإخراجها». وبشأن ما يبدو تناقضا في توجهات بعض قادة الحراك الشعبي بدعم أو عدم دعم هذه الجهة أو تلك لخوض الانتخابات المقبلة قال الشمري إن «المقصود بذلك أن الساحات ليست ميدانا للمزايدات السياسية والانتخابية وبالتالي فإنها تعرف من هو كان وما زال في قلب الساحة ومن هو من حاول ركوب موجتها فقط».

وأضاف أن «قادة الحراك الشعبي لا يريدون أن يتم تحويل الساحات باتجاه معين أو أن تحسب لجهة على حساب أخرى ولكن ما يهمنا هو أن نأتي بوجوه جديدة من قبل الساحة لكي يتمكنوا من العمل باسم أهالي المحافظات المنتفضة الذين باتت حقوقهم معروفة ومعترفا بها». وبشأن ما جرى من حديث أخيرا بشأن رفع خيام الاعتصام أم بقائها قال الشمري إن «كل شيوخ الأنبار ما عدا اثنين منهم وافقوا وفي اجتماع مع المحافظ على إبقاء خيام الاعتصام وعدم رفعها لأن هذه الساحات أصبحت هي رمز هويتنا وعزتنا».