رئيس أوكرانيا يعتزم إجراء محادثات مع زعماء المعارضة

المتظاهرون يحتفلون بـ«نصر مؤقت» ويوسعون اعتصامهم في كييف

ناشط أوكراني يرسم علم بلاده على وجه زميلته وسط استمرار المظاهرات واحتفالات المحتجين بنصر مؤقت في العاصمة كييف أمس (أ.ب)
TT

قال الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، أمس، إنه سيجري محادثات مع زعماء المعارضة، فيما يعد أول تحرك سياسي عقب ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد.

وجاء هذا الإعلان عقب إطلاق سراح الكثير من نشطاء المعارضة، مما يعني تحقق مطلب رئيس للمحتجين. وقال بطل الملاكمة فيتالي كليتشكو، رئيس حزب «أودار» (اللكمة) المعارض، إنه سيشارك مع يانوكوفيتش في المحادثات المقررة في العاصمة كييف في وقت لاحق أمس. وقال حزب الوطن الأوكراني، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو (في السجن) إن المحتجين أجروا تصويتا في ميدان الاستقلال بكييف، فوض زعماء المعارضة للمشاركة أيضا في الاجتماع.

وفي وقت سابق أمس، وسع المحتجون المنطقة التي احتلوها وسط العاصمة إلى ما هو أبعد من ميدان الحرية. ولم تتدخل الشرطة ضد نصب خيام جديدة. وقضى أكثر من أربعة آلاف متظاهر الليلة في الميدان، في حين كان 1900 رجل شرطة يقومون بعمل دوريات وسط المدينة، بحسب وزارة الداخلية الأوكرانية. كما اضطرت قوات مكافحة الشغب للعدول عن طرد آلاف المتظاهرين المطالبين بالتقارب مع أوروبا من وسط كييف، الأمر الذي اعتبر المحتجون ذلك انتصارا. من جهتها أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند أنها أكدت للرئيس الأوكراني أن مهاجمة عناصر الشرطة للمتظاهرين «غير مقبول بتاتا»، وذلك في ختام لقاء في كييف. وصرحت نولاند للصحافيين: «قلت بوضوح إن ما حصل الليلة الماضية غير مقبول بتاتا في بلد ديمقراطي». وفي ساحة الاستقلال التي أخلاها آلاف عناصر مكافحة الشغب، بعدما حاولوا استعادتها من المتظاهرين ليلا، كانت المعارضة تحتفل بالنصر. وقال أحد قادة المعارضة أرسيني ياتسينيوك: «هنا يصنع مصير أوكرانيا». وبدأت المواجهة قبل ثلاثة أسابيع عقب إعلان حكومة يانوكوفيتش أنها لن توقع اتفاق مشاركة كان مقررا مع الاتحاد الأوروبي. ويريد المحتجون من الحكومة الاستقالة والدعوة لانتخابات مبكرة. وفي إطار الاحتجاجات المستمرة في أوكرانيا، وسع متظاهرون مؤيدون لتقارب البلاد مع الاتحاد الأوروبي معسكرهم الاحتجاجي في العاصمة كييف. تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأوكرانية حظرت مؤخرا الاعتصام بالميدان، إلا أن الشرطة لم تتدخل حتى الآن. وتطالب المعارضة باستقالة الحكومة الأوكرانية.

وكان الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش تخلى بضغط من روسيا عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي. ويعرض الاتحاد الأوروبي على الجمهورية السوفياتية السابقة مواصلة عملية التقارب والدعم المادي. كما تتمسك روسيا بعرض الشراكة مع جارتها أوكرانيا. وتجري القيادة الأوكرانية حاليا محادثات منفصلة مع الاتحاد الأوروبي وروسيا للخروج من الأزمة. ومن المقرر إجراء مشاورات حكومية بين موسكو وكييف في العاصمة الروسية يوم الثلاثاء المقبل. من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي الاثنين في بروكسل مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون للبحث في الوضع في أوكرانيا خصوصا.