«العفو الدولية»: الاتحاد الأوروبي فشل في القيام بدوره في استقبال اللاجئين

الثلوج تقتل رضيعا في لبنان.. و110 آلاف طفل سوري يعيشون حياة صعبة

TT

انتقدت منظمة العفو الدولية إخفاق الاتحاد الأوروبي في لعب دوره في إيواء اللاجئين السوريين والحواجز التي وضعتها دوله للحد من العدد الذي تستضيفه، واصفة الأمر بـ«المخجل».

وبينما سجلت أمس حالة وفاة لطفل سوري رضيع يبلغ من العمر 3 أشهر، في عكار شمال لبنان، نتيجة موجة الصقيع والثلج التي أقفلت الطرقات وأعاقت إمكانية نقله إلى المستشفى، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن أكثر من 110 آلاف طفل لاجئ سوري وعائلاتهم يعيشون ظروفا حياتية صعبة في تجمعات سكنية غير رسمية، لافتة إلى نفاد وقود التدفئة وانهيار خيم تحت ثقل الثلج المتساقط.

وقال الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، سليل شطي، في بيان له، إن «الاتحاد الأوروبي فشل فشلا ذريعا في القيام بدوره لاستقبال اللاجئين الذين فقدوا كل شيء ما عدا حياتهم». وقالت المنظمة إن أعضاء الاتحاد الأوروبي «اقترحوا فتح أبوابهم لنحو 12 ألف لاجئ سوري من بين الأكثر فقرا الذين فروا من سوريا من أصل ثلاثين ألفا تريد المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة العثور على ملاذات لهم»، مشيرة إلى تعهد ألمانيا باستقبال 10 آلاف لاجئ، أي 80 في المائة من تعهدات الاتحاد الأوروبي، في حين عرضت فرنسا استقبال 500 لاجئ. وأشارت إلى أن 18 دولة في الاتحاد الأوروبي من بينها بريطانيا وإيطاليا لم تعرض استقبال أي لاجئ. وأوضحت المنظمة أنه مع اقتراب الشتاء فإن شروط الحياة لنحو 2.2 مليون لاجئ مقيمين في الدول المجاورة لسوريا «تتدهور سريعا». وبما أن عدد الذين عرضت دول أوروبية استقبالهم لا يتجاوز الـ12 ألفا «يحاول بعض اللاجئين السفر على نفقتهم الخاصة»، خصوصا عن طريق البحر. ونددت المنظمة بالتصرف العنيف أحيانا من قبل الشرطة وخفر السواحل في اليونان وكذلك شروط الاحتجاز «المزرية» أحيانا كما هو الحال في بلغاريا.

وبالإضافة إلى عرض استقبال 12 ألف شخص من قبل الدول الأوروبية، توصل نحو 55 ألف لاجئ سوري إلى الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي حيث بدأوا إجراءات طلب اللجوء، حسب المنظمة.

من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) تكثيف جهودها لإغاثة 110 آلاف طفل من اللاجئين السوريين في ظل استمرار العاصفة الثلجية (ألكسا). وقالت ممثلة «يونيسيف» في لبنان آنا ماريا لاوريني، في بيان لها، إن المنظمة تبذل كل ما في وسعها بالتعاون مع شركائها لحماية «العديد من العائلات اللبنانية الأكثر حرمانا والعائلات اللاجئة السورية من برد الشتاء». وأشارت إلى أن صحة الأطفال الذين يناضلون بالفعل من أجل البقاء بصحة جيدة هم الذين يدفعون ثمن الظروف الباردة والرطبة، إذ تزداد خطورة إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الحاد التي تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم. وقالت لاوريني إن «يونيسيف» قدمت خلال الأيام القليلة الماضية آلاف الملابس الشتوية للأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل عرسال في شرق لبنان.

وذكر البيان أن «يونيسيف» قامت بالتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية بتوفير الأدوية الأساسية لعلاج التهابات الجهاز التنفسي وأمراض الإسهال، مشيرا إلى أن هذه الإمدادات تغطي احتياجات عشرة آلاف طفل لاجئ في المواقع الأكثر حاجة.