لافروف يدعو إلى وضع «مكافحة الإرهاب» في قمة أولويات «جنيف 2»

دعا إلى تحالف بين النظام والمعارضة.. والائتلاف ينتقده

TT

دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى تحالف بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقوى المعارضة السورية لمحاربة «الجماعات الإرهابية الدخيلة» على سوريا، وشدد على ضرورة بحث مكافحة الإرهاب في سوريا خلال مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، المقرر عقده في 22 يناير (كانون الثاني) المقبل. بينما عد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، على لسان عضو الهيئة السياسية أحمد رمضان، هذه الدعوة لا قيمة لها، وأن النظام هو «الراعي لقوى الإرهاب والتطرف أيا كانت طبيعتها».

ولفت لافروف في تصريحات لقناة «روسيا 24» أمس، إلى أن محاربة الإرهاب ستكون في قائمة الموضوعات التي سيناقشها مؤتمر «جنيف 2»، وأضاف: «عندما نناقش أجندة جنيف نضع هذه المسألة في المقام الأول، ونقول إنه ينبغي تكوين تحالف بين الحكومة والمعارضة الوطنية ضد الإرهابيين الدخلاء الذين تقاطروا من جميع أنحاء العالم إلى سوريا، بوصفها كعكة شهية، لتنفيذ مخططاتهم الشريرة».

وعد لافروف في حديثه التلفزيوني أنه «ينبغي العمل على أن تكون جميع أطراف المعارضة ممثلة على مستوى لائق (في جنيف 2)، وليس فقط بطرف كثرت التساؤلات حول مدى قدرته، إذا ما أخذنا بالاعتبار حالة التردد والارتباك داخله»، في إشارة إلى ائتلاف المعارضة السورية.

وقال لافروف: «في سوريا، تتبلور حاليا الظروف التي بات على جميع الوطنيين السوريين في ظلها أن يدركوا ما الأهم بالنسبة لهم، هل هو القتال إلى جانب أولئك الذين يريدون أن يحولوا سوريا إلى خلافة، أم أن يتحدوا ويعيدوا لوطنهم شكله الذي كان يفاخر به على مدى عقود كبلد متعدد الديانات والقوميات وكدولة علمانية يشعر الجميع براحة العيش فيها».

وأشار إلى أن موسكو تدعم جميع الجهود التي يبذلها الشركاء الأميركيون لإقناع «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بالمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» دون شروط مسبقة، وقال: «نحن بدورنا نعمل، ليس فقط مع الحكومة السورية، بل ومع جميع أطراف المعارضة بما فيها (الائتلاف الوطني)».

وذكر لافروف أن لروسيا ثمة مرجعية واحدة، هي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 الذي أقر عملية إتلاف السلاح الكيماوي السوري، كما أن هذا القرار صدق أيضا على الدعوة لمؤتمر «جنيف 2»، مشيرا إلى أنه يجب أن يشارك في هذا المؤتمر ممثلو جميع أطياف الشعب السوري.

من جانبه، قال رمضان لـ«الشرق الأوسط» أمس إن تصريحات لافروف لا تعكس الموقف الروسي الحقيقي. وقال: «النظام السوري هو الراعي لقوى الإرهاب والتطرف أيا كانت طبيعتها، سواء تلك التي تقاتل إلى جانبه أو التي تقاتل تحت عناوين طائفية أخرى مثل حزب الله اللبناني أو التنظيمات العراقية التي تواطأ النظام مع إيران لإرسالها عبر العراق إلى سوريا ويقوم بعضها بتنفيذ العمليات الإرهابية»، مضيفا: «كان على موسكو التي لم نسمع صوتها في استنكار إرهاب النظام، أن تطالب حليفها بالحد من دعم ورعاية هذه المجموعات التي ترتكب جرائم طائفية ومذهبية على غرار التي حصلت أخيرا في النبك».

وعد تصريح لافروف «ليس إلا كلاما إعلاميا، لا يعكس حقيقة الموقف الروسي وما يجري على أرض الواقع، ولا تعدو كونها تطمينات لحلفاء روسيا». وذكر بما سبق أن أكده مساعد لافروف، ميخائيل بوغدانوف، لوفد الائتلاف في الاجتماع الأخير الذي جمع الطرفين الشهر الماضي، على هامش الاجتماع الدولي المتعلق بالنووي الإيراني في جنيف، والذي أكد فيه، دعمهم تشكيل هيئة سلطة انتقالية.

وفيما يتعلق بالدعوة إلى «جنيف 2»، كرر رمضان تمسك «الائتلاف الوطني» بـ«الضمانات» لحضور المؤتمر، التي يجب أن تؤكد تنفيذ النظام السوري التزاماته المتعلقة بمقررات «جنيف 1» وما نتج عن اجتماع «أصدقاء سوريا» في لندن.

وفي حين لفت رمضان إلى أنه طلب من الائتلاف تسمية ممثليه في «جنيف 2»، أكد أن هذا الأمر لن يحدث قبل اجتماع الهيئة العامة الذي سيعقد في السابع من يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي سيعلن الائتلاف خلاله موقفه النهائي من المشاركة في المؤتمر من عدمها، وذلك بناء على المعطيات التي من المفترض أن تكون قد وضحت صورتها.

وأوضح رمضان: «يجب أن نحصل على ضمانات واضحة، لأننا لغاية الآن نرى أن النظام لا يزال يراوغ، وإذا بقي الحال على ما هو عليه، فهناك صعوبة لجهة مشاركتنا في المؤتمر». وفي هذا الإطار، نفى رمضان أي تواصل بين الائتلاف وأطراف سورية أخرى، مثل هيئة التنسيق الوطنية وتيار قدري جميل، نائب رئيس الوزراء المقال، عادا هذه القوى لم تقف يوما مع الثورة وهي لا تزال تساند بمواقفها النظام السوري.