تشييع جثمان نيلسون مانديلا إلى مثواه الأخير

في مقبرة قرب منزل عائلته بمسقط رأسه في كونو

(من اليسار إلى اليمين) ماريز جراسا ماشيل، أرملة نيلسون مانديلا وزوجته السابقة ويني ماديكيزيلا ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما قبل أن يوارى الثرى جثمان الزعيم الجنوب أفريقي الراحل مانديلا في مسقط رأسه بقرية كونو أمس (أ.ب)
TT

ووري نيلسون مانديلا الثرى أمس في مقبرة إلى جانب والديه وثلاثة من أبنائه في قرية طفولته كونو مع كل التشريفات العسكرية. وحضر مراسم دفن الزعيم الراحل أفراد من عائلته وقادة من جنوب أفريقيا بعد جنازة رسمية اختتمت 10 أيام من مراسم التأبين لأسطورة مناهضة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذي توفي في 5 ديسمبر (كانون الأول) عن 95 عاما.

ووقف رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما عندما أنزل النعش في القبر، فيما بقيت أرملته غراسا ماشيل وزوجته السابقة ويني مانديلا جالستين تحت خيمة بيضاء نصبت خصيصا للمناسبة. في هذه الأثناء حلقت مروحيات عسكرية وطائرات حربية فوق الموقع وأطلقت المدافع طلقاتها. أما كاميرات التلفزيونات التي كانت تنقل وقائع وداع بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري في الصباح، فتمكنت من متابعة نعشه حتى أرض أجداده على بعد مئات الأمتار.

وانسجاما مع رغبات العائلة ابتعدت ساعة دفنه فيما استمرت الطائرات والمروحيات في التحليق، ثم عادت بعد ثوان إلى المكان الذي بات خاويا، حيث كان يوضع نعش أول رئيس أسود للبلاد.

وقد توارت بعد ذلك لتترك المكان للمراسم الدينية والتقليدية في حضور 450 مدعوا تم انتقاؤهم بعناية كبير من جهة أخرى ألقى أحمد كاثرادا، أحد رفقاء الزعيم مانديلا في مناهضة الفصل العنصري، والذي أمضى معه 26 عاما خلف القضبان، كلمة تأبين مفعمة بالعواطف في جنازة الزعيم الراحل أمس، حيث قال، إن «حياته أصبحت خاوية الآن». واسترجع كاثرادا 84 عاما، والذي أطلق سراحه من السجن في عام 1989 قبل عام من إطلاق سراح مانديلا، ذكرياته مع «الرجل القوي الطويل، الملاكم، الذي كان يستخدم بسهولة الفأس والمجرفة عندما كانوا لا يستطيعون فعل ذلك».

وقال كاثرادا «والآن وقع الأمر المحتوم، تركنا لينضم للفريق الأول من حزب المؤتمر الأفريقي»، لينضم إلى قائمة من الأشخاص المبجلين من أبطال مكافحة العنصرية مثل وولتر سيسولو وأوليفر تامبو.

وقال كاثرادا أمام المشاركين في جنازة مانديلا بقرية كونو موطن أسلافه، «عندما توفي وولتر، فقدت أبا والآن فقدت شقيقا»، وأضاف وصوته متكسر «حياتي أصبحت خاوية، لا أعرف إلى من ألجأ إليه الآن. شكرا لكم».